بمدينة سلا يوم السبت 16 يناير 2020 نعت جمعية أبي رقراق بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، وببالغ الأسى والحسرة، روح عضوها البارز عبد الإله بلغازي، صاحب أكبر مبادرات في المتاحف الخاصة في المغرب، ومدير متحف دار بلغازي في سلا. ويعتبر الفقيد الكبير علامة أساسية في تاريخ الذاكرة المغربية، من خلال انجازاته المتميزة في تجميع وعرض التحف النادرة ذات القيمة العالية في ما يخص مختلف الصناعات والمهارات التقليدية المغربية. وقد استطاع الراحل العزيز أن يجعل من متحف دار بلغازي، محطة رئيسية من محطات التاريخ الذي تشهد عليه الإبداعات التي وثقت لأكثر من عشرة قرون من مظاهر الحياة اليومية في الامتداد المغربي. وقد ساهم الفقيد بمبادرات رائدة في الحيوية التي تعرفها سلا في أفق تمكينها من متاحف من الطراز الرفيع، حيث وضع كل ما يتوفر عليه من نفائس رهن اشارة مدينة سلا التي أحبها و جعلها الفضاء الاول لجل مبادراته التي شملت العديد من مدن المملكة. وبرحيل الفقيد عبد الإله بلغازي، يكون المغرب عامة، وسلا خاصة، وجمعية ابي رقراق في المقام الأول قد فقدوا فاعلا مبادرا مضحيا مناضلا مستميتا، في التعريف باشراقات التراث المغربي . كما كان من المرتقب في المدى القصير إسهام الفقيد في افتتاح متحف دار القاضي بمنطقة باب احساين، كفضاء خاص بتاريخ الالات الموسيقية، إلى جانب أروقة اخرى تهم فن التطريز والخياطة، في بنايات داخل المدينة العتيقة ضمن مشروع تأهيل تراثها المادي، برعاية ملكية مولوية سامية. وبهذه المناسبة الاليمة، تتقدم جمعية أبي رقراق إلى أسرة الفقيد، وإلى ساكنة سلا، وإلى كل العاملين في الحقول التاريخية والثقافية والتراثية، بأصدق عبارات التعزية والمواساة، مع الدعوات لروح عزيزنا بلغازي، بالمغفرة والرحمة والنعيم في جنات الخلد.