لازالت مواقع تابعة لجبهة "البوليساريو" والصحافة الجزائرية، متمادية في حملتها التضليلية الممنهجة في فبركة الادعاءات الكاذبة لايهام أنفسهم قبل الآخرين بأن الانفصاليين احرزوا تقدما في الصحراء، وهزموا الجيش المغربي. وأمام شح مصادر الأخبار بالنسبة لوسائل الإعلام الجزائرية حول صحة الرئيس عبد المجيد تبون، الذي لازال طريح الفراش في ألمانيا دون أي أخبار مؤكدة بخصوص خروجه من مرحلة الخطر إثر تعرضه لسكتة دماغية ناتجة عن تبعات إصابته بفيروس كورونا، لم تجد الصحف الجزائرية ما تشغل به نفسها، وتزين بها صفحاتها سوى فبركة الأخبار الزائفة المتعلقة بتطورات الوضع في الصحراء في حملة تضليلية لم تعد تنطلي على أحد. وأبرز مثال على هذه الحملة التضليلية ما نشرته صحيفة "النهار" في عدد يوم أمس الأربعاء 25 نونبر 2020، والذي عنونت من خلاله صفحتها الأولى بالبنض العريض "كورونا من ورائكم والبوليساريو أمامكم.. فأين المفر؟"، إضافة إلى عنوان آخر يجزم بأن "الجيش المغربي يحصي قتلاه في الحرب"، وهي عناوين كلها إحالة لمصادر غير موثوق بها. وعوض ان تهتم هذه الصحف بالوضع الاقتصادي والإجتماعي في الجزائر إزاء الفراغ السياسي، ارتات تدبيج مقالات كلها كذب وافتراء بشكل فج ومقيت للحديث عن هذه العمليات العسكرية المزعومة ضد الجيش المغربي في محاولة لإرضاء جبهة بوليساريو، والهاء الشعب الجزائري عن همومه وقضاياه الحقيقية، والذي لم يعد يستسغ أن يزج به في نزاع هو بغنى عنه. جريدة "الشروق" المقربة من النظام انضمت هي الأخرى لهذه الحملة التضليلية المقيتة، ونشرت بتاريخ 25 نونبر الجاري، مقالات تتحدث عن هزيمة الجيش المغربي، وتكبده لخسائر جسيمة نتيجة القصف المستمر على مواقعه، وأن المغرب يتكتم عن أرقام القتلى. ولجات الصحيفة إلى لغة المصادر المجهولة من خلال القول أن المعطيات مستقاة من "خبراء عسكريون" مجهولو الاسم والصفة يتضح فيما بعد أنهم ليسوا سوى عناصر البوليساريو أنفسهم. ووصل الهذيان و"الإسهال الاعلامي" بالصحافة الجزائرية الى تجاهل حضور الأممالمتحدة كطرف في ملف الصحراء من خلال بعثة المينورسو التي توجد على رأس مهامها مراقبة خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يعني أن حربا طاحنة بتلك الصورة التي تسوقها عبر صفحاتها يوميا لا يمكن أن تصمت تجاهها المنظمة الأممية وكأن شيئا لم يحصل. وعكس ما تدعيه الآلة الدعائية المضللة للجزائر وبوليساريو، اسهمت وسائل الإعلام المغربية في كشف الحقيقة من خلال مراسليها في الميدان، الذين وثقوا تطورات تدخل الجيش المغربي في الكركارات بالصوت والصورة، في وفاء للمهنية التي تحكم عملها. وباتت ماتنشره الجزائر وبوليساريو مادة دسمة لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المغاربة، الذين يسخرون مما تنشره الآلة الدعائية المضللة للإعلام الجزائري بشكل مقيت وغبي وفج.