بقدر ما يبدو فيروس "كورونا" جاثما على الصدور إلى أجل غير مسمى، فإن العديد من القطاعات الصناعية في العالم قررت أن تنتفض ضد الوباء، أولا لأن عائداتها الضخمة لا يمكن أن تنتظر، وثانيا لأن هذه الصناعات تحقق، في الأصل، عزاء وسلوى للبشرية، على رأسها قطاع السينما. وطوال الأشهر الماضية، ظلت عشرات، بل مئات الأفلام المتميزة تنتظر رحيل الفيروس حتى يتم التطبيع مع القاعات السينمائية وتتحقق الفرجة الجماعية المنشودة، غير أن إصرار الفيروس على البقاء دفع كبريات شركات الإنتاج السينمائي في العالم على تحدي الوباء وإنزال الأفلام إلى أرض الواقع. وخلال الأيام والأسابيع المقبلة، من المتوقع أن يتم عرض عدد مهم في الأفلام في القاعات التي فتحت أبوابها في عدد من بلدان العالم، خصوصا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورغم أن هذه القاعات لن تستقبل المشاهدين بأقصى طاقتها، إلا أن فتح أبوابها يعد في حد ذاته مكسبا كبيرا. أبرز الأفلام التي تنتظر عرضها قريبا هي مزيج من الأفلام المستجدة، وأفلام أخرى تحاكي أفلاما قديمة لاقت نجاحا قياسيا، وكلها تصب في بوتقة واحدة.. بوتقة النجاح، وفق آراء أغلبية النقاد السينمائيين. من بين الأفلام التي ستنزل إلى القاعات قريبا، فيلم الأرملة السوداء"، والمستوحى من قصص "ماربيل" المصورة، والذي سيبدأ عرضه في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل. وسيعرض فيلم "الموت على ضفاف النيل"، وهو فيلم مستوحى من رواية بنفس العنوان للروائية الشهيرة أغاثا كريستي، والتي ستعود روايتها مجددا إلى الأضواء مع هذا الفيلم. وهناك فيلم "الحرب مع جدي"، من بطولة النجم روبرت دينيرو"، وهو مقتبس عن رواية بنفس العنوان. الفيلم كوميدي بامتياز، ويحكي قصة جد يضطر للعيش مع حفيده الذي يترك له غرفته، فتبدأ حرب حامية الوطيس بينهما، يثبت من خلال دينيرو انه ممثل كوميدي بنفس قدره أدائه الدرامي. سيعرض أيضا فيلم "المرأة العجيبة"، وهو مستوحى من الجزء الأول من الفيلم الذي يحمل نفس العنوان وعرض سنة 1984، في تقليد سارت عليه الصناعة السينمائية في السنوات الأخيرة، وهو إعادة إنتاج لأفلام ناجحة وشهيرة، بتقنيات ووسائل متطورة، بحيث يتضاعف النجاح ماديا وفنيا.