تسعى مايكروسوفت العالمية نحو قطع خطوة جديدة من شأنها إشعال حلبة المنافسة مع أمازون في مجال الحوسبة السحابية. فمن خلال لعبة الفيديو الشهيرة ماين كرافت "Minecraft" المملوكة لمايكروسوفت، ستبدأ حلقة جديدة من المنافسة، في ضوء تخطيط الأخيرة للتوقف عن استخدام الحوسبة السحابية الخاصة بأمازون والمعروفة ب"AWS" والانتقال إلى سحابتها "Azure" في تشغيل اللعبة التي تجذب ملايين اللاعبين عالميا. وتنطبق أهمية ماين كرافت من كونها واحدة من أكثر ألعاب الفيديو تحقيقا للمبيعات في العالم، إذ تبلغ 200 مليون نسخة ويلعبها حوالي 126 مليون شخص حول العالم شهريا. هذه الخطوة تستهدف من خلالها مايكروسوفت تحقيق 3 أهداف دفعة واحدة، الأولى تدعيم الحصة السوقية لشبكة الحوسبة السحابية التابعة لها أزور والاعتماد عليها في ترويج لعبتها العالمية. ويتمثل الهدف الثاني في كسب ثقة المزيد من العملاء حول العالم في استخدام هذه السحابة في سبيل تنمية أعمالها التجارية، ما يقربها من تحقيق الهدف الثالث بتعزيز تنافسيتها مع سحابة أمازون. أما الهدف الرابع فهو تخفيض حجم المدفوعات التي تسددها لصالح شركة أمازون. وتقوم فكرة الحوسبة السحابية على إتاحة تخزين ومعالجة قواعد ضخمة من البيانات باستخدام أنظمة تشغيل متكاملة في أي وقت، عبر جهاز متصل بالإنترنت ومتصفح فقط، دون الحاجة إلى استخدام مراكز تخزين البيانات التقليدية الضخمة. ويستعين صناع ألعاب الفيديو بالخدمات السحابية لتوفير ألعاب عبر الإنترنت لملايين اللاعبين حول العالم، مع إمكانية الاحتفاظ بنسخة احتياطية من البيانات، وتفادي وقوع أي كوارث بمراكز البيانات أو مقار العمل مثل تلف الأجهزة أو الحرائق. وفي هذا المجال الذي يرسم مستقبل التكنولوجيا، تتزايد حدة التنافس بين سحابتي أمازون ومايكروسوفت، فالأولى تمتلك سوق ضخم لتشغيل البرامج والتطبيقات، وتسعى الأخرى لتنمية حصتها السوقية. وتأتي سياسة مايكروسوفت الجديدة في ظل نمو سحابة أزور بمعدلات أسرع مقارنة بأنشطتها الأخرى، وما ما يفتح الباب أمامها من خلال زيادة الاعتماد على شبكتها مقابل تقليل حجم استخدام التطبيقات القديمة مثل Oficce وWindows. ولن تقف مايكروسوفت عند خطوة نقل لعبة ماين كرافت إلى سحابتها، بل أيضا تسعى للاستحوذ على مطور اللعبة وهي استديوهات موجانج مقابل 2.5 مليار دولار من أجل توجيه كافة الألعاب التي تطورها إلى سحابة أزور، حسبما أعلن عملاق البرمجيات العالمي. كما أعلنت مايكروسوفت عن نية نقل شبكة لينكد التي استحوذت عليها قبل عامين ونصف إلى سحابة أزور في خطوة تعزز من خلالها المكانة السوقية لحوسبتها السحابية. المصدر: الدار– وكالات