أكد مشاركون في ندوة تفاعلية أن المواكبة تعد ركيزة أساسية لإنجاح ريادة الأعمال لدى الشباب، مشيرين إلى أن المغرب يزخر بالعديد من الطاقات والكفاءات الشابة. وأبرز المشاركون في هذه الندوة التفاعلية، التي نظمتها مساء أول أمس الجمعة جمعية "العابرون" بشراكة مع ائتلاف الجمعيات في أوروبا من أجل تنمية جهة الشرق، أن الشباب في حاجة ماسة للمواكبة القبلية والبعدية لإنجاح مشاريعهم والتغلب على الإكراهات التي يواجهونها في تدبير مقاولاتهم. كما أكدت الندوة المنظمة تحت شعار "المقاولة لدى الشباب: لنعمل معا"، على أهمية تعزيز ثقافة ريادة الاعمال وتكوين الشباب لتمكينهم من اكتساب المهارات الضرورية للنجاح في العمل المقاولاتي. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت السيدة نزهة الوافي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج أن المغرب "حقق نجاحا كبيرا في مكافحة جائحة وباء كوفيد-19، مشيرة إلى أن هذا النجاح جاء ثمرة تعبئة عامة وزخم تضامني مثالي". وأضافت السيدة الوافي أن التدبير الفعال لهذه الأزمة يشكل بداية جديدة لمغرب الغد، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على المكتسبات المحققة خلال هذه الفترة الاستثنائية الني تمكنت خلالها المملكة في ظرف وجيز، على عكس العديد من الدول، من رفع العديد من التحديات الهامة. وأكدت في هذا السياق أنه سيتم إيلاء أهمية خاصة لتعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب التي تشكل الموضوع الرئيسي لهذا اللقاء عن بعد، بهدف إعطائه نفسا جديدا. وتابعت الوزيرة المنتدبة أن المغرب، وعيا منه بالدور الهام الذي يضطلع به الاقتصاد المقاولاتي في حل الإشكاليات التنموية والإنتاج والبطالة، قام بسلسلة من المبادرات لتشجيع وحث الشباب على ولوج المجال المقاولاتي. وسجلت، في هذا الصدد، أهمية البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات (انطلاقة) الذي أطلق بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يهدف إلى تشجيع الشباب على خلق مقاولاتهم الذاتية، مشيرة إلى أن إجراءات أخرى ستتخذ لضمان المواكبة اللازمة للمقاولات الشبابية وتعزيز تبادل التجارب ونشر الثقافة المقاولاتية. من جهته، أكد محمد مباركي، المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية، أن المواكبة تظل مفتاح نجاح ريادة الأعمال لدى الشباب، وأن المغرب يتوفر على الوسائل والآليات والكفاءات الضرورية لتطوير نسيج مقاولاتي عصري. وأبرز الدور الذي يمكن أن تضطلع به جمعيات المجتمع المدني في مواكبة الشباب المقاول، والتقدم المحرز على المستوى الوطني في مجال التكنولوجيات الحديثة، وورش الجهوية المتقدمة والمناطق الصناعية، ومساهمة مدن المهن والكفاءات وإصلاح المراكز الجهوية للاستثمار والمؤهلات التي تتوفر عليها مختلف جهات المملكة. من جانبه، سجل مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة الشرق، محمد صبري، الذي ركز في مداخلته على إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار وتطوير مجال ريادة الأعمال، أن هذه الندوة التفاعلية تكتسي أهمية كبيرة على اعتبار أنها تفسح المجال للشباب لبسط وجهات نظرهم حول ما تم إنجازه وتشجيعهم على ولوج مجال ريادة الأعمال والتعبير عن انشغالاتهم وانتظاراتهم. وأوضح أن الشفافية والثقة واحترام المستثمر والفعالية في معالجة الملفات هي أبرز مرتكزات إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار الذي يلح على ضرورة مواكبة المقاولين، لاسيما المقاولات الصغرى وحاملي المشاريع الصغرى، انطلاقا من الفكرة إلى غاية مرور ثلاث سنوات من الوجود. وتناولت باقي المداخلات خلال هذه الندوة، التي تميزت بعرض بعض التجارب الناجحة لمقاولين مغاربة شباب من داخل وخارج أرض الوطن، المساهمة التي يمكن أن يقدمها مغاربة العالم في مجال مواكبة المقاولين الشباب ونقل التجارب والمعرفة، وخلق جسور بين الشركات الكبرى والمقاولات الصغرى، والتعاون الدولي في مجال ريادة الأعمال. المصدر: الدار- وم ع