عكس السنوات الماضية، لن يتمكن أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج هذه السنة من العودة الى أرض الوطن خلال شهر يونيو المقبل، بسبب الأزمة العالمية الناجمة عن تفشي فيروس "كورونا" المستجد. و نقل موقع "الفارو سبتة"، عن أعلن وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، تأكيده خلال مؤتمر صحفي، أن عملية "باسو ديل إستريكو" "مرحبا"، لن تتم هذه السنة إلا بعد الحصول على إذن من السلطات الصحية. وأشار الوزير الاسباني الى أن تفشي فيروس كورونا هذه السنة يطرح تحديا حساسا بخصوص عملية "مرحبا"، خاصة مع المغرب والجزائر"، مؤكدا أن العديد من الوزارات الإسبانية وكذلك اللجنة المغربية الإسبانية المختلطة على اتصال منتظم، وتعمل حاليًا على دراسة عملية "مرحبا"، وتقوم بتحليل جميع الاحتمالات التي يجب مراعاتها. وأضاف وزير الداخلية الاسباني أن "هذه العملية، التي تتم عادة خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر، لن تنطلق هذه المرة في يونيو المقبل، بسبب عدم توفر الضمانات الصحية في الوقت الحاضر، والتي تبقى ضرورية لمثل هذه العملية على نطاق واسع. ووفقاً لإحصائيات السلطات الإسبانية، يقفل كل عام حوالي 3 ملايين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج عائدين إلى أرض الوطن لقضاء العطلة الصيفية، اذ يفضل جزء كبير منهم السيارة كوسيلة نقل، وبالتالي يعبرون إسبانيا قبل الوصول إلى موانئ الجزائر أو طريق طريفة لعبور مضيق جبل طارق، وهي العملية التي يطلق عليها عملية "مرحبا"، التي تتطلب قدرا كبيرا من التنظيم من جانب السلطات الإسبانية والمغربية بسبب التدفق الكبير للمسافرين. وقررت الجارة إسبانيا الرفع التدريجي للحجر الصحي في مختلف مناطق البلاد، في وقت يرتقب أن يشرع فيه المغرب من جانبه في رفع هذا الحجر، ابتداء من 10 يونيو المقبل، علما أن عملية "مرحبا" تستنفر كل سنة السلطات المغربية ونظيرتها الاسبانية، اذ تقوم بعقد عدة لقاءات في مثل هذه الأوقات من أجل دراسة ومناقشة الاجراءات التي سيتم اتخاذها في كل عملية مرحبا جديدة. وكشفت إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بأن عملية مرحبا 2019 شهدت وصول أزيد من 2,9 مليون مغربي مقيم بالخارج إلى أرض الوطن، بارتفاع قدره 4 في المائة مقارنة مع سنة 2018. وأفادت الإدارة، في تقرير نشاطها برسم السنة المالية 2019، أن ميناء طنجة-المتوسط يتصدر نقط دخول الجالية المغربية بنسبة 23 في المائة، يليه مطار محمد الخامس بنسبة 12 في المائة، مضيفة أن عدد المغاربة المقيمين بالخارج الوافدين، خلال السنوات الخمس الأخيرة، سجل معدل نمو سنوي يقدر ب5 في المائة.