تراجعت الأسهم الأوروبية، الخميس، بعد أن ارتفعت على مدى جلستين متتاليتين، إذ طغى الانتشار السريع لفيروس كورونا ومخاوف بشأن ركود عالمي كبير على التفاؤل إزاء اتفاق تحفيز أمريكي تاريخي بقيمة تريليوني دولار. ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2% بحلول الساعة 0803 بتوقيت جرينتش، مع انخفاض الأسهم الألمانية 1.8%، إذ أظهر مسح أن معنويات المستهلكين في أكبر اقتصاد بأوروبا تراجعت بشدة لأدنى مستوياتها منذ 2009. كما نزلت الأسهم الإيطالية والإسبانية بما يتراوح بين 2.2% و2.5% مع تجاوز عدد الوفيات في إيطاليا بفيروس كورونا 7500، بينما ارتفع العدد في إسبانيا إلى ما يزيد على 3400، متجاوزا إجمالي معدل الوفيات في الصين. ونزل سهم ديكسون كارفون البريطانية للأجهزة الكهربائية 2% بعد أن حذرت من أنها لن تحقق توقعاتها للأرباح والديون في 2019-2020 مع تسبب تفشي الفيروس في إجبارها على إغلاق متاجرها في المملكة المتحدة وأيرلندا واليونان. وكان مجلس الشيوخ الأمريكي أقر بالإجماع، يوم أمس الأربعاء، مشروع قانون بتريليوني دولار يهدف إلى مساعدة العمال العاطلين والصناعات المتضررة من تداعيات فيروس كورونا الجديد، وكذلك توفير مليارات الدولارات لشراء المعدات الطبية التي تشتد الحاجة إليها. وتهدف حزمة الإنقاذ إلى إغراق الاقتصاد بالسيولة في محاولة لكبح أثر الوباء الذي تفشى في البلاد. وتشمل حزمة الإنقاذ، التي من شأنها أن تكون أكبر حزمة على الإطلاق يوافق عليها الكونجرس تمويلا بقيمة 500 مليار دولار لمساعدة الصناعات المتضررة بشدة ومبلغا مماثلا كمدفوعات مباشرة لملايين الأسر الأمريكية بما يصل إلى ثلاثة آلاف دولار. وسيقدم التشريع 350 مليار دولار قروضا للشركات الصغيرة و250 مليار دولار لتوسيع نطاق مساعدات البطالة و100 مليار دولار للمستشفيات والأنظمة الصحية. وتأتي حزمة الإنقاذ بعد حزمتين أخريين تحولتا إلى قانون في وقت سابق من الشهر. وتبلغ الأموال التي قد يتم إنفاقها قرابة نصف ما تنفقه الحكومة الأمريكية سنويا ويبلغ 4.7 تريليون دولار. ورحب المستثمرون بأنباء الاتفاق. وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي في بورصة وول ستريت لليوم الثاني على التوالي وأغلق مرتفعا 1.15%.