1 سأقصُ عليكَ طرقَ الماءِ حتى تنفرط عقدُ البوحِ في خيالكَ، ستجنُ، سأرقصُ من الهذر الكثيف حولَ عينيك، طالما غفوتَ، طالما تركتَ القدرَ رهيناً أبدياً لإشاراتكَ لا يجلوهُ شيءٌ من رماد اللُبان، ولا عيون الديكة المكنوزة بصيرةً. رمادٌ يستبصر التائه في مفاوز الغيب، يستعير إشاراته من اللُمح، من الشارد؛ ليبقى كما هو؛ لعبةً مرحةً تستأنسُ بها المشيئة. 2 في انتظارٍ تحوكُ بصركَ بكلماتٍ، الصفاتُ الخرساءُ نوْلُها ونوَالَها. 3 تضعُ عمرَكَ مستبصراً سديماً علّقَ في سماء الوقت لا يُهْرشُ إلا بخيالٍ ممحون. 4 الغدُ العتّالُ المنقوشُ بإزميل النسيان الأبدي على الحنين، الفقيرُ وقتُه، يلمُ رزمَ المواعيد من حوانيتٍ أغلقتْ أحلامُها بهلعِ الكيد الذي تُدَبِرُه مشاداتُ الرغبة الخجولِ مع أحجبة الموتِ المدسوسةِ في سرب من البرَه التي ينتابُها أرقُ الحياة. 5 شجرةُ الظاهر تُعَتقُ الحسَ ليتساقط مأفوناً. 6 هاويةٌ تدلِّلُ الحلمَ، حلمٌ يرتقُ الحياةَ لتبدو الهاويةُ كشهوةٍ كلما حُكَتْ انفجرتْ البرازخُ عن حسراتٍ تُصَفِطُ الحظَ وتغسِلُه بماء البكاكير ساعةَ الفجيعة. 7 حزنُك يتيمٌ، يهشُ الليلَ بمناديل خيالِه الكَدِر، ليصطاد بئُفاته معانٍ تجلجلُ البرودَ الذي يستمني الهمَ. 8 مالكَ تعض روحك بوخز ابر الفراغ الذي يعلوك؛ كخاتمةٍ ترتقُ النسيان؟!. 9 براهينٌ مدعوكةٌ بالقرابين، صلاة لمروحة الأقدار، أجل لنزف الخوف عن مكابراته مع الوقت، ليل وهدة لضياع، صبر دربة على احتمال الكيد الظاهر، قيامة حوك اللا مشمول في المشمول، هول مدعكة الحياة، واليقين رسول النهاية إلى فجر كسول أيها الغريب في عمره. 10 شغلتني عنك التدابير التي أروضها، لتمسك بالشارد من غير دربة؛ فتستقيم النوازع في صهيل خيالاتك. 11 يعشعش صدأ اللانهاية بين فخذي الحقيقة، والنجوم تعبث باليقين كخلاخيلها، تهيجان خيال منيه على النهاية؛ فيستقيم أنسه. 12 أشتهيك أبعثر الحنين، وحساب الحكمة. سدنة مهيبون وراء اعتدالك في الفراغ المهيب، يطعمون الزمن حسرة كلما أخذ امتعاضُه يأكل اليأس؛ فتتساقط الأقدار رزما من نعيم الكدَر، تتساقط النيّاتُ لتحلب الأبد حبرا، ترتق به الآجال المذعورة في برك الوقت. 13 أستجير بالأمل يروض لي الكدر فأستسيغ التيه رقيةً أداعب بها أجل اليقين. 14 ...وأنا هكذا تعيدني رائحة الهول إلى الذعر المنشد مزامير البقاء على الأرض، هكذا سأبقى: يأخذني النسيان من تيه إلى تيه. 15 هولٌ نَصبَ عجيزتَه عليَّ فانتصبَ الخيالُ حاملاً مدعكةً من المني يُطهِرُ بها نباتَ أيامهِ. 16 اليقينُ البيتُ المدجَّجُ برزٍ أصفرَ مطبوخاً بزبيبٍ مُرَ به على النهاية، لئلا تُقشعِرُ الوحشةُ أمان الخلود على مصيره. 17 مجروحةٌ خصائصكَ، وأنتَ تلهثُ بعمركَ تحكُ الزمن ليرتاضَ، ليستأنس المستورُ بخمر وحشته، وليغفو النسيان كنهاية عليه. 18 فجور كسلك أيها اليقين يفضح الأزل الذي تشده إلى القيامة؛ كأنه لم ير الفاجعة تحلب الروح طحين البقاء كعبث إلى آخره. 19 ابتسامتك التي تتدحرج على ظهر اليقين، انتشلها قلق يتمشى بعصيه في أحراش المصير يهش بها هامة الصبر الكسولة. 20 لتتأفف حكمتك؛ فالأجل انتظاره خرمان يلف سجائره على عجل. 21 أنقاض روحك مفتونة بالأمل، أيها اليأس. 22 لا شيء يجير مغص النهاية، أيها اليقين الطريد. 23 صرير كوابيس هرجك إلى القيامة، أيها الوجود. 24 وساوسك تقشعر المصير في متون اليقين. 25 فلتندب الحقيقة ارثها المتلعثم في صرير الذكريات، لأني سأجرب خيال السماء في هذيان الضرورة أم العماء الفاتن. 26 ما الذي سأقوله لي، وأنا حاسر الوجه أمام درعك المجهول، أيها الوجود. 27 خجل هذا الذي يراني متسكعاً على جدرانك أيها اليقين. 28 بفراغ مكسور ألمس نقلتك من الصيرورة إلى المكنون. وأنعس تاجك لأرى الأبد روحي، المتاه الدوخان تحت قدمي حناني المهتوكِ ألفةً مع الشريك الخفي، أيها الوجود. 29 1- تعويذة لهواجس النجوم: في الساعة التي تتراجع النجوم فاسحة للحق أن يأخذ شؤونه المُوَكّلَة بربط المقادير بالمشيئة المخنثة يطلع الفردوسُ محاكاً صدفاً من نعيم الإشارات المربوطة بقراطيس تزرع تحت إبط محلوق، ليستأنس الحق بأهله، أهله ذوي الحسرة الملاك التي تطر نعمتها من لحس القرابين. 2- تعويذة لشهوة الهواء الماثل: سيفر القدر الآن من شعر الخيرة الحنون. بعدما تقاعس الملاك عن نصب الفخاخ له المطعمة بالذكر تحت المخدة التي يرقد عليها اليقين كملك على علوم الكمال. واذ يوجد في المنعطف الذي يزرعه الأجلاء، بذرا، طعما للقيافة تلك الرائحة العاهرة التي تزوع المني المخدَّرِ للمكنون أمورَه غير العليمة بشؤونها، سيكون أجل بحجم الموت، ممدد في كل حركة يجوس بها البشري عرض القدر الذي وضع بينه وبين الأبالسة أصحاب الموائد العليمة. 30 ماذا أصنع بي، ذاهبٌ ولا أمتح شيئاً، غير عهر الأمل يداعب الخوف السكران. إذن لأعبر الرؤوس المدلاة، لست بحاجة لأرتق اليقين بيقين. 31 أجرد هذا الوجود في يد من لا قيامةَ له إلا بالعبور المُرْ. 32 هذه النعومة المشرئبة في خيالكَ تخدر اليأسَ عن إثبات العجز الذي يهرول الآن في العراء. 33 حزينا تتأبط وجهك كحرز تدفه أمُك تحت خوفك لئلا تصاب بهلعة جربة ترديك دوخانا على انتظارك الشهقان مللا ، ومني إرادتك تبلل به العصيان لئلا يخونك الحظ ولتشتهيك عافية الماء. حزينا تقود الحب إلى حدائق الخيال، وقد عتقتَ عواطفكَ بين عروق غمامه. 34 الأبد الذي يتشاطر عليّ لا سبيل إلى رجمه إلا بجعل الوجود كدعاء يحلب اللذة، وأيضا أبدي. 35 ....وماذا لو هيأ الغيظ رسما؛ لتنظر الحياة إلى بعد حكمتها من التناول الهش؟!، ماذا سيجري للحكمة وهي تصحو من غفوتها، وقد أنكحها السأم ذوالعظام الناتئة مما استولد فاجعة من التراب المراق بين صحو يديها؟!. 36 هل سيكون لقلبك وجل أيها اليقين، لو أني وقفت مزدانا بحرير من المتاهة؟! 37 سماءٌ تأرجحُ المواعيدَ أمام كسرات من الخوف، تدحرجن من صارية المجهول. ==================== محمد الضامن شاعر من السعودية