"علي دوندو" القادم من غانا حكايةٌ عن ديكتاتوريات القارة السمراء بلمسة إنسانية عُرضت، أمس الجمعة 10 يوليو/ جويلية 2009، بقاعة المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي مسرحية "علي دوندو" التي تنقل جانبا من الحياة السياسية والاجتماعية في غانا وغيرها من دول القارة السمراء في ظلّ الانقلابات العسكرية وأنظمة الحكم الديكتاتورية. تروي المسرحية، التي ألّفها بيل ماراشال وأخرجها دزيفا غليكبووي، حكاية موظّف في وزارة الاتصالات يُدعى "علي دوندو" يُطرد من منصبه بعد 15 سنة من الخدمة والولاء لمسؤوليه من طرف وزير الاتصالات. وفيما بعد؛ يقع انقلاب عسكري فتأخذ السلطات الجديدة في البحث عن مسؤولي الحكومة السابقة بغرض التحقيق معهم بمن فيهم الوزير المذكور الذي يفرّ بجلده لاجئا كغيره من زملائه إلى عامّة الشعب للاختباء، وبالصدفة؛ يكون البيت الذي يختبأ فيه هو بيت الموظّف الذي طرده.. علي دوندو. في لحظة الاختباء تلك؛ يبدأ سير أحداث المسرحية منتقلا بين الدراما والكوميديا، أو مازجا بينهما في آن واحد. لنقترب أكثر من نفسية هذين الرجلين.. وزيرٌ سابق مذعور فقد كلّ شيء، ومواطن بسيط تائه. تبدو المسرحية فكاهية للوهلة الأولى، بيد أنّها تحمل من جديّة الدراما أكثر مما تحمله من سخرية الكوميديا. ولعلّ الموضوع هو من فرض هذا الخيار، حيث تتطرّق عبر هذه الحكاية للأوضاع السياسية التي عاشتها غانا وغيرها من دول القارة السمراء، في ظلّ الانقلابات العسكرية وانظمة الحكم الديكتاتورية، مسلّطة الضوء في الوقت ذاته على الواقع الاجتماعي ويوميات المواطن البسيط. وتلك المواقف الدرامية، في هذه المسرحية تحديدا، كانت الأنجح في اجتذاب اهتمام الجمهور. يدور العرض في مكان مغلق يمثّل البيت الذي يختبأ فيه الوزير هربا من الحكم الجديد، حيث تظهر أدقّ التفاصيل التي تنفتح على العلاقة بين الممثلين، بشكل يبرز انفعلاتهما وحالاتهما النفسية بشكل واضح. مدعوم في ذلك بحركات تعبيرية أضفت عليه مزيدا من الحيوية. قُدّمت المسرحية باللغة الفرنسية وأدّى أدوارها مايولي ياو سميفو، أغنيس دابا، غودسواي أبوتسي.