يحنو الهواءُ عليّ ، في ساعة مِن خريفِ العُمرِ وأنا لا أغادر ُبطءَ الحركات ِ لا أستثني سريرَ الحلم ِ واجْترارِ الذكرياتْ. أذكُر الحُبّ ، كما لو أني على عتبة الرّعْشة، والحَرج ِ الغضّ ألمْلِمُ أسْراري كما لو أني أتهجى أبجدية َالكرّ ، والفرّ أمام فتنة البُرْعُم ِ، ولثغةِ كاعِب ، ترُشّ الحَنايا ، بيقظة الأعْضاء ِ. كما لو أنّي، على مَضض ٍ، أتجرّعُ صَدّ الحبيب ِ وأوصِدُ شُرْفة َ الأعْماق ِ. يَحْنو عَليّ الهَواء ُ كما لو أنه يَذكُر إخفاقي، على عَتبات ِ اشْتهاءٍ ذابَ في لُجّ النسْيان ِ. تسألني هبّتُهُ الأولى، إذ تقرعُ بابَ الرّوح ِ أيّ إدْهاش ٍ قريبٍ مِن لوْن دَمي ، وفصيلةِ إحْساسي..؟ لِتُنْعشَ القرابة َ في عَرْض الجَفاء. كما لو أنّي أرْقى في هَذا المَحْو الفسيح ِ لِحاجةٍ في نفْس ِ انْحِباسي. إلى أن تقرأني تباشيرُ الصّباح ِ. أسوّي قُمْصانَ عَرائي وأ ُعلنُ الشاعرَ، والكائنَ خارجَ ثوْبِ الأنفاق ِ. كما لو أنّي أشارفُ حِضْنَ أمّي حَثيثَ الحَبْو ِ مَغمورًا بهَبّة ِ الأثْداء ِ. لا أسوِّي غير فراغ ، يَعْبُرني. بِشفة واحدة ، لا تصفقُ الرُّوحُ لا يَسْتديرُ القلبُ إلى نبْضِه الواهِي ، خلْف قُضْبان الصَّدر. وإنْ لوَّحتْ نفسي بخُضرةٍ تفيضُ عَن موْسم الجذب. أنا هُنا في حَرَجي الخامس ِ لا أسْتطيبُ زهْرَ الأحلام ِ و لا أفرش عُشبَ حشاشة، لا تبرحُ عنه الظلالْ. لا أسَوّي غيرَ فَراغ ، يَعْبُرني لأكونَ قشَّة النِّسيان ِ تُهدْهدني الجهاتُ و لا يُمْسك بي التاريخُ ، ذو الأكْشاح ِ والكدماتْ. بِشفة واحدة، ويدٍ خَفيَّة، تهبطُ أصْقاعَ َ الصَّمت وانْتباه ٍ لا يَدُلُّ على هَواهْ أعْبُرُ، ضوْضاءَ العَصْرِ إلى كَهْفِ اسْتِحْياءٍ أكفكفُ ما فاضَ مِن خَطْوي وما توهَّمهُ فمي. زَهْوَ لِسانْ. ............................... محمد شاكر الرشيدية