المنارة ليست أكثر دقة من الغرق عمدا.. المنارة ما تبقى من الضوء حين يُشنق، محض إغواء يتلألأ في البحر يُضاء بانطفائه، يحفر في الموجة على الملإ بهدوء وخفة يقامر بالماء على الماء بالحركة نفسها. الضوء يفترض عماءه إيمانه بملوحة التيه لا يؤخذ الضوء إلا سرا. المنارة لا تألف البحر والبحر لا يراها قَط الضوء والماء ما ننسجه بفعل حر وبراق في رحم المدينة. ثمة نور من الدثور يمتلئ يأتيك متراخيا بمثابة شيء لم يكتشف بعد نور من الحدوس يتشكل يباغث فراغك فجأة، حينئذ لا ريب أن ترى الموسيقى تزحف نحوك وتزحف نحوها كعاشقين متناقضين.. لو اكتشفتما مسبقا امتناع الضوء لكان للضياع طعم الإرادة. ليس هناك ضوء أزرق هنالك ضوء عنيد ينمو في السديم مع حقد الألوان متحررا من الطمأنينة، بقدر ما يُكتم يعيد الفضح من البداية ينساق الضوء كمومسة خلف العتمة يزعم أنه يطول وردتها بلا توقف غير أن حليب العتمة مشتت كالبلورات. للضوء أوهام العتمة للعتمة أوهام الضوء العماء تكريس للرؤية. ....................................... محسن العتيقي المغرب