عاش المغرب، السبت، ليلة استثنائية، عقب لقاء الديربي التاريخي في إيابه بين الغريمين التقليديين الرجاء والوداد، برسم ثمن نهاية كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، وانتهت بانتزاع فريق "النسور الخضر"، لبطاقة التأهل إلى دور الربع في لقاء حطم كل الأرقام السابقة. دلالات الديربي العربي المثير، لما عرفه من إثارة من كلا الفريقين، لم تتوقف عند حدود الملعب، بل تعدتها لتنتقل إلى المدرجات التي شكلت معارض فنية لمجموعات "الوينرز" و"الغرين بويز" و"الإيغلز"، من خلال إبداع "تيفوات" غير مسبوقة، في تاريخ الديربيات والمنافسات الوطنية. وحسب متتعبين، فإن الديربي "التاريخي"، ساهم في التأكيد على أن المغرب لديه منتوج كروي قوي، نستطيع تسويقه دوليا، وعن طريقه نقدر أن نسوق كرة القدم الوطنية. منصف اليازغي، الخبير في المجال الرياضي، اعتبر في تصريح ل"الأيام24"، أن ما شهدناه في مباراة السبت بين الرجاء والوداد، لم يكن فيه شيء جديد، حيث كان نفس الغريمين التقليديين والجمهور، ونفس المدينة ونفس الملعب، لكن ما تغير هو تسويق ذلك المنتوج، وهو الأمر الذي قامت به قناة أجنبية. وأوضح اليازغي، أن "الإشكال هو كيفية تسويق هذا المنتوج، وما خلفته تلك اللوحة التي شهدناها في مباراة الديربي المجنون بين الرجاء والوداد، جلعت الكل يتحدث عنها بنوع من الإبهار، والأمر الذي جعل ربما جل القنوات العربية، تسلط الضوء عليها. وأضاف أن "بعض المحللين العرب أوضحوا أن ما شهدوه من ناحية الإثارة في الديربي البيضاوي يفوق ما شهدوه مباشرة في كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة، وهذا الأمر ليس مبالغة، لأن ما جرى في المدرجات غير عادي، وهذه المباراة تبقى "طوب الأولى"، فيما يخص الديربيات البيضاوية السابقة، من ناحية جميع الجوانب باستثناء ما وقع عقب نهاية المباراة". وأشار إلى أن "الديربي أظهر أن المغرب يتوفر على منتوج كروي قابل للتسويق، وأن بطولة بدون جمهور لا تساوي شيئا، وبأن الجمهور، الذي دائما نضعه دائما موضع الاتهام بأنه المسؤول عن العنف، قادر من خلال عملية تأطير على إغناء هذا المنتوج". وتأهل فريق الرجاء البيضاوي إلى ربع نهاية كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال في كرة القدم بعد تعادله مع غريمه التقليدي فريق الوداد (4-4) في اللقاء الذي جمع بينهما، مساء السبت، على أرضية ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم إياب ثمن النهاية.