انتهت مباراة ذهاب ثمن نهاية بطولة كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، التي دارت رحاها مساء أمس السبت، على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء مساء اليوم بين الغريمين الرجاء والوداد بالتعادل الايجابي بهدف لمثله، مع امتياز طفيف لفريق الوداد الذي سجل خارج ميدان، علما أن الحسم النهائي سيكون في لقاء الاياب الذي سيجرى في 23 نونبر الجاري على أرضية نفس الملعب. وحسم فريق الوداد الشوط الأول من المباراة، التي جرت بحضور أزيد من 54 الف متفرج، لصالحه بواسطة اللاعب إسماعيل الحداد (د 33 )، بعد أن استغل تمريرة دقيقة من زميله أيوب الكعبي ،الذي توغل داخل مربع العمليات مستغلا ترددا للمدافع بدر بانون في تشتيت كرة مرتدة .
واتسمت الجولة الأولى بطابع الحيطة والحدر من قبل لاعبي الفريقين ، مع أداء مميز لفريق الوداد الذي لم يتأثر من غياب مجموعة من اللاعبين الأساسيين من بينهم على الخصوص رجل الوسط صلاح الدين السعيدي و وليد الكرتي و المدافع محمد النهيري.
واعتمد مدرب القلعة الحمراء الصربي زوران مانولوفيتش نهجا تكتيكيا يقوم على ملء وسط الميدان و التمريرات القصيرة و الاندفاع الى الامام بهجومات مضادة وخاطفة قادها الجناح الطائر اسماعيل الحداد مدعوما بالكرات التي كان يتلقاها من رجل الوسط المتميز يحيا جبران .
في المقابل كان أشبال المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون تائهون على المستطيل الاخضر و غاب عنهم الانسجام المعهود بفعل غياب العقل المدبر محسن متولي، واعتمدوا على التمريرات الطويلة في اتجاه المهاجم الكونغولي مالنغو الذي وجد صعوبة في تخطي المدافعين اشرف داري و ابراهيما كومارا .
وكان بإمكان فرق الوداد تعميق الفارق في الدقيقة 4 من الوقت بذل الضائع حيث أضاع المهاجم الاوسط أيوب الكعبي فرصة ذهبية حيث توغل مجددا في مربع العمليات و انفرد بالحارس انس الزنيتي لكنه يهدر الفرصة و يحرم فريق بالتالي من تفوق مثالي قبيل اعلان الحكم عن نهاية اشوط الثاني .
و في الشوط تغيرت مجريات اللعب ، خاصة مع دخول مايسترو فريق الرجاء اللاعب المخضرم محسن متولي ، الذي انعش الجبهة الهجومية ،حيث مارس لاعبو الرجاء ضغطا رهيبا على مرمى الحارس أحمد رضى التكناوتي ،توج في بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 48 بواسطة الكونغولي فابريس نغوما بعد ان استغل كرة طائشة داخل مربع العمليات ليسدد قذيفة في شباك الفريق الخصم لا تصد و لا ترد .
وكاد فريق الرجاء تحقيق التفوق في الدقيقية 54 بعد أن انبرى المهاجم الكونغولي مالنغو بضربة رأسية لتمريرة عرضية من مواطنه فابريس انغوما لكن يقظة الحارس التكناوتي حالت دون ذلك .
و برأي المتتبعين للقاء فقد خطفت الجماهير البيضاوية ، رجاوية كانت أم ودادية الاعجاب و النجومية في هذه المباراة التي تتبعها الجمهور العربي من المحيط الى الخليج ، على اعتبار ان هذه الجماهير رسمت في المدرجات لوحات فنية بديعة و رصدت مشهدا رائعا ،جعل البيضاء في أحلى صورة و أبهى مشهد .
وجرى اللقاء في جو سادت فيه الروح الرياضية العالية ، مما ساعد حكم المباراة الاماراتي محمد عبد الله ، بمساعدة مواطنيه محمد الحمادي وأحمد الراشدي من قيادة المباراة الى بر الامان .