لاشك أن أول سؤال سيطرحه كل ذي عقل هو من أمر ببناء ذلك الملعب ذي اللون الأخضر والأصفر، في ذلك المكان ومن هو العبقري الذي اشرف على تشييده ، فالحكمة القديمة التي يعرفها الجميع والتي تقول : لا تبني وسط الوادي او بجانبه كان يمكن استحضارها قبل الفاجعة ، خاصة وان المغرب شهد مثل هذه الحوادث قبل سنوات قليلة فقط. صورة من فيديو
إن فاجعة دوار تيزرت التي لايفصلها عن فاجعة اجوكاك، سوى بضعة أسابيع ، حيث اختفت سيارة تقل 15 مواطنا قرب مراكش ، تكشف حجم الاستهتار بأرواح المواطنين وتسائل المسؤولين المحللين ورجال السلطة والمنتخبين ، فلا يعقل ان توافق الجماعة المحلية التي ينتمي إليها الدوار على بناء ملعب في مكان خطر كهذا ولا يعقل ان توافق لجنة التعمير بالجماعة اوي جهة وصية على الأمر نفسه .
facebook
يبدو للناظر في الصور الأولى التي وردت من عين المكان ولمرافق الملعب التي اصبحت اثرا بعد عين ، أن الناس قد استكانوا الى شهر غشت وفصل الصيف وأمنوا جانب الطقس في هذه الفترة من السنة، رغم تحذيرات مديرية الارصاد ، لكن الناس لم يقرأوا ربما احوال الطقس الخاصة بيوم الأربعاء والتي جاء فيها ، ان الطقس سيظل حارا نسبيا إلى حار بالجنوب الشرقي وجنوب البلاد وسوس والسهول الداخلية، مع تشكل سحب منخفضة خلال الليل والصباح، ستكون مصحوبة بكتل ضبابية أو بضباب بالسواحل والسهول الأطلسية والواجهة المتوسطية.
facebook وتضيف النشرة : ستلاحظ سحب غير مستقرة مصحوبة بزخات مطرية رعدية بمرتفعات الأطلس ونواحيه المجاورة والجنوب الشرقي وبجنوب المنطقة الشرقية، قد تهم السهول الشمالية والوسطى خلال الليلة القادمة، فضلا عن تمركز سحب مدارية بالأقاليم الجنوبية مما سيعطي زخات مطرية رعدية.
كما أن وثيقة توصلت بها الأيام 24 صادرة عن وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك يوم الفاجعةفي الساعة الحادية عشرة صباحا أي قبل ساعات لم تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الساكنة.
فالمسؤولية مشتركة اذا بين الجماعة والجهة التي رخصت لبناء الملعب والتي كان يمكنها منع بنائه في المكان الخطأ ، وبين السكان والجمعيات المدنية التي وافقت على بنائه في ذلك المكان رغم خطورته .
فهل ستم اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار الفاجعة التي كشفت عن فواجع التسيير المجالي مع فتح تحقيقي فعلي أم ان الأمر سيمر كمرور السيل فوق الجثت وننتظر فاجعة أخرى ؟.