هي معركة حاسمة تقودها الدبلوماسية الرياضية المغربية في القاهرة، و بالضبط في مقر الاتحاد الافريقي لكرة القدم، فالأمور أكبر من أن تكون مجرد لعبة في كرة القدم، بل هو صراع سياسي حول من يحكم القارة السمراء كرويا، أبطالها المغاربة من جهة و التونسيين من جهة أخرى مساندين بالنيجيريين، و بين هذا الطرف و ذاك مناوشات مصرية جنوب إفريقية، ورغبة في الإطاحة برأس أحمد أحمد. من المؤكد أن الدبلوماسية المغربية سخرت إمكانيات كبيرة لتحقيق انقلاب كبير في كرة القدم الافريقية، انقلاب، جاء في نفس السياق الذي قرر فيه الملك محمد السادس عودة المغرب إلى مؤسسة الاتحاد الافريقي مكسرا قاعدة الكرسي الفارغ، فاتضح بعد ذلك أن الاتحاد الافريقي لكرة القدم الموجود مقره في القاهرة أكثر شعبية و تأثيرا من الاتحاد الافريقي (المؤسسة السياسية)، الموجود مقرها في العاصمة الإثيوبية أديس أبيبا، فكان من المنطقي أن يسخر المغرب كل إمكانياته لإيجاد مؤطئ قدم له في جهاز ال "كاف" الذي كان يستعد في عهد رئيسه السابق عيسى حياتو للإعتراف بمنتخب "البوليساريو"، حينها يمكن أن يفرض على المغرب أن يلعب إقصائيات كأس العالم أو كأس إفريقيا في ملعب "بير الحلو" بتندوف، إليكم أن تتصوروا المشهد !
هذا القرار وحده كان كفيلا بالدبلوماسية المغربية أن تتحرك شمالا و جنوبا وشرقا و غربا لعقد اتفاقيات شراكات بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و مجموعة من الاتحادات الافريقية، للتصدي لنوايا عيسى حياتو ومن معه، وهو ما نجح فيه المغاربة بتنسيق مع المصريين الذين كانوا بدورهم في صراع مع حياتو في ما يتعلق بحقوق النقل التلفزيوني الذي باعه لقناة "بي إن سبورت" القطرية، التي دخلت معها مصر في صراع كبير بعد صعود السيسي.
غير أن الملاحظ أن التغلغل الرياضي المغربي في القارة الافريقية، الذي كلف الدولة المغربية الكثير من و الجهد و الأموال، خلق له أعداء آخرين، و يبدو اليوم واضحا الصراع المغربي التونسي في جهاز الاتحاد الافريقي، الذي تفجر بشكل أكبر بعد مباراة نهضة بركان و الصفاقسي التونسي في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الافريقية، ثم مباراة الوداد و الترجي التونسي في نهائي كأس عصبة الأبطال، و هو الصراع الذي دارت رحاه في الكواليس، إلى درجة أنه كاد يتطور إلى أزمة دبلوماسية أشبه بما وقع بعد مباراة أم درمان سنة 2009 بين مصر و الجزائر.