قدم المنتخب الجزائري مباريات رائعة جدا كان فيها هو المسيطر وهو الممتع والأكثر صناعة للفرص وهي عوامل دفعت المتخصصين إلى وضعه على رأس لائحة المرشحين للتتويج. الأداء المبهر لكتيبة جمال بلماضي جمع للمنتخب الجزائر أنصارا من جنسيات أخرى يأتون إلى الملعب لمشاهدة "غرينتا" اسماعيل بن ناصر واختراقات يوسف عطّال، فالفريق الجزائري كان الأفضل في دور المجموعات بالمقارنة مع 23 منتخبا مشاركا.
أرقام قياسية
لم تغفل شبكة "أوبتا" المتخصصة في الإحصائيات المتعلقة بالرياضة مراقبة ما يقدمه المنتخب الجزائري، وذكرت أنه الأفضل على الإطلاق في هذه النسخة بالنظر إلى الحصيلة بالأرقام فهو يمتلك أفضل هجوم بعدما وصل عدد أهدافه حتى دور الثمن إلى 9 أهداف .
ويتميز فريق بلماضي بالصلابة الدفاعية حيث يعتبر هو أقوى دفاع في البطولة القارية، إذ لم تتلق شباك الرايس مبولحي أي هدف خلال 4 مباريات ويؤمن المدرب بأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم بأكبر عدد وعدم ترك فرصة للخصم ليخرج من نصف ملعبه.
وتأهل منتخب الجزائر إلى دور ثمن كأس إفريقيا 2019، بعد أن سحق منتخب غينيا بثلاثية نظيفة، على أرضية ملعب "الدفاع الجوى".
المنتخب الجزائري هو الوحيد في "كان" 2019، الذي تمكن من الانتصار في 4 مباريات متتالية بعد أن نجح في هزم كل من كينيا، السنغال، تنزانياوغينيا.
الرغبة في الانتصار
يتميز نجوم المنتخب الجزائري برغبة قوية في الانتصار والعمل الجماعي لأجل تحقيقه، إذ تعد من أبرز نقاط قوته، ففي كل مبارياتهم التي خاضوها يعملون كالجسد الواحد ويحفزون بعضهم البعض لمقاومة الحرارة وإرهاق الدقائق الأخيرة لبذل كل ما لهم من إمكانيات في سبيل القميص الوطني.
وإن كان الجزائريون متقدمون بنتيجة مريحة فإن جمال بلماضي لا يرتاح له بال ويظل يصرخ ويعطي التعليمات يطالبهم بالمزيد، فالرجل لا يشبع من الأهداف ومن الانتصارات.
وكذلك هم اللاعبون في فريقه يتمتعون بنفس حماسه واندفاعه ففي كل مواجهة ثنائية يندفعون بقوة بدنية رهيبة وبتركيز عال لاختطافها وبناء هجوم سريع نحو مرمى الخصم، يقاتلون لأجل الكرات الهوائية والأرضية ويغطي بعضهم على بعض لسد الثغرات ومنع الهفوات.
دهاء وذكاء المدرّب
خطف جمال بلماضي النجومية من جميع المدربين المشاركين في هذه النسخة من كأس إفريقيا للأمم، عن جدارة واستحقاق حيث أكد للجميع أنه صانع هذا الجيل والواقف وراء تكوين مجموعة قوية تغلب فيها الروح الجماعية على الأنانية.
هذا المدرب يتمتع بمرونة عالية في تعامله مع الخصوم إذ يملك خيارات كثيرة ويجد أكثر من خطة وأسلوب لمواجهة الخصوم بعد قراءة دقيقة لنقاط قوتهم قبل ضعفهم وهو ما يظهر على أرضية الملعب .
ولا يتوانى بلماضي في طلب المزيد من لاعبيه رغم ضمان نتيجة الانتصار، يحاول تحفيزهم ويطرد التراخي من أذهانهم ليفرض على جميع الخصوم الحذر من القوة الضاربة لفريقه خاصة في خط الهجوم.
ويعد اللعب الجماعي وبالبناء السريع والسلس للهجمة بأسلوب السهل الممتنع ميزة خاصة عند المنتخب الجزائري، فالكرة تنطلق من الخلف ويتم تسريعها في الوسط ثم إنهاؤها في الخط الأمامي الذي يتكون من القناص بغداد بونجاح والنجم رياض محرز والرائع يوسف بلايلي.
نجاعة سلاح الاحتياط
حين يدير جمال بلماضي وجهه صوب كراسي الاحتياط يجد منتخبا آخرا يجلس في انتظار فرصة الدخول في أي تبديل تكتيكي أو اضطراري، فالأسلحة التي بحوزة جمال تقيه شر الكثير من المآزق المفاجئة في المباريات المصيرية والحاسمة.
يوم مباراة تنزانيا التي كانت شبه شكلية بعد أن ضمن الجزائريون التأهل، اعتمد المدرب على تشكيلة مكونة من الاحتياطيين قدمت أداء رهيبا لا يختلف عن الرسميين في شيء بنفس الروح ونفس الأسلوب وسجّلوا 3 أهداف دون أن تقبل شباكهم أي هدف طيلة 90 دقيقة.
ولعلّ خير دليل على قوة ما يملكه بلماضي في الاحتياط هو البديل آدم وناس لاعب نابولي الايطالي الذي سجل هدفين في مباراة تنزانيا وهدف في مباراة غينيا بعد أن دخل بديلا ليفرض اسمه بين هدافي البطولة بثلاثة أهداف.