تولى المغرب اليوم الثلاثاء بلشبونة، الرئاسة الدورية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، لفترة تستغرق سنة كاملة، خلفا للبرتغال. وقد عهد بالرئاسة الدورية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط للمغرب، في أعقاب أشغال الدورة العامة الÜ11 لهذه الجمعية، التي انعقدت حول موضوع "الهجرة، اللجوء وحقوق الإنسان بالمنطقة الأورو متوسطية"، التي شارك فيها برلمانيون ينتمون إلى أزيد من 40 بلدا عضوا بالاتحاد من أجل المتوسط.
وفي كلمة بالمناسبة، أشاد رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، بالنجاح الذي عرفته الدورة العامة الÜ11 للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، والذي أتاح الفرصة لتطوير النقاش بشأن الفضاء المتوسطي والتحديات التي يواجهها.
كما نوه بتعبئة كافة برلمانيي الاتحاد الذين حضروا هذه الدورة، على دعمهم لعمل الاتحاد الذي سيتواصل بالدينامية والإرادة ذاتها في خدمة الاستقرار والسلم بالمنطقة.
وأشار الطالبي العلمي إلى أن التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة المتوسطية اليوم تتطلب مزيدا من الجهود من قبل الحكومات والبرلمانات المتوسطية ولكن أيضا مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني وكذا المفكرين والباحثين في أفق بلورة خارطة طريق حضارية لحوض البحر الأبيض المتوسط.
وأكد أن قضايا السلم والأمن في المتوسط توجد ضمن الانشغالات الأساسية، مبرزا أن التنمية المستدامة تظل في مقدمة الأولويات بالنظر للمآسي الإنسانية الأخيرة التي وقعت بالبحر المتوسط، الذي تحول إلى مقبرة عائمة حقيقية.
وخلص إلى القول: "يجب أن نتحمل مسؤولياتنا الجماعية من خلال بلورة رؤية موحدة لتجمعنا المتوسطي على أسس صادقة، وفاعلة وحقيقية للتضامن والتعاون وتبادل المعطيات والخبرات".
وكان المغرب ممثلا أيضا خلال هذه الدورة من قبل رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، ووفد يتكون من أعضاء مجلسي النواب.
كما شارك رئيسا مجلسي النواب والمستشارين، أمس الاثنين، في أشغال القمة الثانية لرؤساء برلمانات الاتحاد من أجل المتوسط.
وعرفت قمة الرؤساء والدورة العامة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي عقدت بدعوة من رئيسة البرلمان البرتغالي والرئيسة الحالية للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط ماريا دا أسونسياو استيفيز، مشاركة رؤساء برلمانات 44 دولة أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط.
وقد أحدث الاتحاد من أجل المتوسط خلال قمة انعقدت بباريس سنة 2008، واستوعب الشراكة الأورو-متوسطية (المسماة أيضا أورو-ميد أو مسلسل برشلونة)، التي كانت قائمة منذ 1995 وجعل من الجهة إطارا للتعاون المتعدد الاطراف.
كما أن الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي ينتمي إليها المغرب، تعد الجهاز البرلماني للاتحاد، والذي يروم توفير إطار من أجل تعاون متعدد الاطراف بين برلمانيي الاتحاد الاوربي والبلدان الشريكة في جنوب الحوض المتوسطي.
وتهدف الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط إلى إعطاء دفعة قوية لتنمية الشراكة الأورو-متوسطية، وممارسة الرقابة على أعمال ومشاريع هذه الشراكة واعتماد توصيات لرفعها الى المؤتمرات الوزارية للاتحاد من أجل المتوسط.