في حياة كل واحد منا، ثمة حادثة استثنائية أو واقعة طريفة ملفتة للانتباه، بعضها قد يكون ساهم في تكوين الانستان الذي أصبحنا عليه، بعض هذه الوقائع مرتبطة بالطفولة، وأخرى حدثت في يفاعة السن، وأخرى حتى اشتد عودنا. لحسن الداودي، الوزير غير الملتحي في "الحكومة الملتحية"، كان ولدا مشاغبا بامتياز، وتشهد شعاب "فم أودي" التي ولد بها، ضواحي بني ملال التي درس في مؤسساتها التعليمية على أن الطفل الذي كان يقطع ثلاثة كيلومترات ذهابا وإيابا إلى المدرسة على قدميه أو على عود الريح "الدراجة"، التي كان يتميز عن باقي أقرانه بامتلاكها في بداية الستينيات، وستصبح المسافة 14 كيلومترا حين وصل إلى الثانوية..كان طفلا ويافعا مشاغبا بامتياز ولعله بسبب ذلك كثيرا ما تعرض لسلخ الجلد والفلقة.
ابن الفقيه الداودي المشهور بفم أودي وضواحي بني ملال، وقعت في حياته طرائف وحوادث كثيرة، كان أبرزها إثارة للاستغراب أن لحسن الداودي، الذي سيقدر له أن يصبح وزيرا للتعليم العالي، سبق له في منتصف الستينيات أن شارك في إضرب بالثانوية التي كان يدرس بها، فأوقد النار في طاولات قسمه صحبة بعض التلاميذ، ولم يقف الأمر عند حدود طاولات القسم الذي نشبت فيه النيران، بل انتقلت إلى باقي أرجاء الثانوية.
ومن فرط رعبه اختبأ عند أحد أفراد العائلة إلى أن مرت حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات المحلية، ونجا الشاب لحسن الداودي من سجن محقق، حتى قيدت له الوزارة لمرتين وعضوية الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.