يعيش الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، داعم جبهة البوليساريو، أسوء أزمة يواجهها منذ التطورات الأخيرة التي أعقبت إعادة تنصيبه رئيسا للبلاد، متخوفا في نفس الوقت أن يكون السيناريو العسكري الحل الأخير لإزاحته من السلطة. الرئيس الفنزويلي، الذي حاول تخفيف الضغط عبر إعلانه أنه مستعد لإجراء انتخابات تشريعية لكن من دون المخاطرة بولايته الرئاسية.، اتهم عسكريين منشقين تحولوا إلى "مرتزقة" بالتآمر من كولومبيا بهدف خلق انقسام في الجيش الفنزويلي، دعامة نظام مادورو الذي يطعن به المعارض خوان غوايدو. وأعلن مادورو قبل الشروع بمسيرة إلى جانب 2500 عسكري "مجموعة من العسكريين المنشقين الذين تحولوا إلى مرتزقة بخدمة الأوليغارشية الكولومبية، يتآمرون من كولومبيا لتقسيم القوات المسلحة(...) وحيث يظهر خائن، سنحقق العدالة بحقه!". وحذرت واشنطن مرارا من أن "كل الخيارات" ستكون مطروحة بشأن فنزويلا. إلا أن مجموعة ليما المؤلفة من 14 دولة من أميركا اللاتينية بالإضافة إلى كندا والداعمة لغوايدو، رفضت أي تدخل عسكري. من جهة أخرى، ورغم ضعف العلاقات بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية ورغم القمم التي جرت بين الطرفين خلال العقدين الأخيرين، لا يمكن إغفال ما وراء المواقف الصامتة لبعض الدول العربية تجاه الملف الفنزويلي، باسثتناء المغرب. وفي هذا الصدد، تميل دول مثل سورياوالجزائر والسودان إلى تأييد رئاسة مادورو واعتبارها «شرعية»، وذلك انطلاقا من تأييد الموقف الروسي والصيني، وكذلك من معارضة التدخل في الشؤون الداخلية للدول. في الوقت ذاته، تعتبر فنزويلا من أكبر شركاء الجزائر في التنسيق في سياسة النفط الدولية وتبادل الخبرات، وهناك تبادل للزيارات منتظمة للتنسيق في هذا الشأن. وفي المقابل، لا يمكن لدول عربية أخرى سوى الترحيب بالتغييرات السياسية في فنزويلا، وعلى رأس هذه الدول المغرب الذي قطع العلاقات مع فنزويلا بسبب النزاع المفتعل حول الصحراء، إذ تعد فنزويلا من أكبر داعمي جبهة البوليساريو. وأصدرت لاحكومة المغربية سابقاً، بياناً، تدين فيه تصرفات حكومة مادورو ضد الشعب الفنزويلي. كذلك، ترحب دول مثل الإمارات العربية والعربية السعودية بالتغيير بسبب الإزعاج الذي تسببه فنزويلا لمنتجي النفط في الأوبيب.