شكلت جريمة "شمهروش"، التي هزت الرأي العام الوطني والدولي، وما صاحب ذلك من سرعة عمل الأجهزة الأمنية المغربية، على تفكيك خيوطها، واعتقال المتورطين، ضربة استباقية، في كشف الخطط الإرهابية التي تحاك داخليا أو خارجيا، من طرف التنظيمات المتطرفة. الجريمة التي راح ضحيتها لويزا فيسترغر يسبرسن، طالبة دنماركية "24 عاما"، وصديقتها النروجية مارين أولاند "28 عاما". توجهتا معا لقضاء عطلة لمدة شهر في المغرب، تعد صدمة للجميع . ماذا حدث؟ ولماذا استهداف سائحتين من الدنمارك والنرويج في منطقة مغربية جبلية دون سواهما؟ ما الدافع الحقيقي التي يقف من وراء هذه الجريمة البشعة ! أسئلة وغيرها، مازالت تنتظر الإجابة عنها، في وقت يسعى المحققون المغاربة إلى التثبت من صحة "تسجيل فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يعتقد أنه يظهر جريمة قتل إحدى السائحتين"، بحسب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط. كما أعلن أن الموقوفين ظهروا وهم يبايعون "داعش" في شريط تم تصويره الأسبوع الماضي قبل تنفيذهم الأفعال الجرمية التي نحقق بها"، مستخدما الاسم المختصر لتنظيم الدولة الاسلامية ومؤكدا صحة تسجيل الفيديو. ويعتقد خبراء أمنيين، أن الهدف الرئيسي من خلال جريمة "شمهروش"، هو بعث رسالة من تنظيم "داعش"، -الذي زعم وقوفه وراء العملية الإجرامية-، إلى الدنمارك والنرويج، اللتان تشاركان في التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، في العراق وسوريا، لمحاربة تنظيم الدولة، والقضاء على مختلف الخلايا التي تهدد أمن الدول المشاركة في هذا التحالف. وما يزكي، هذه الفرضية، حسب ذات المصادر، هو عدم تريث المخابرات الدنماركية، إلى حين الانتهاء السلطات المغربية، من التحقيقات التي تقوم بها على أعلى مستوى، ومكنت إلى حد الساعة، من الكشف عن الكثير من جوانب العملية الإجرامية، التي استهدفت الشابتين الاسكندينافيتين، في منطقة "شمهروش"، نواحي مراكش. وأعلنت المخابرات الدنماركية، الخميس، ضلوع تنظيم "داعش" الإرهابي في مقتل سائحتين إحداهما من الدنمارك والثانية من النرويج خلال استجمامهما في جبال الأطلس بالمغرب. وقالت المخابرات الدنماركية في بيان لها: "التسجيل المصور والتحقيق الأولي الذي أجرته السلطات المغربية يشيران إلى أن الواقعة ربما مرتبطة بتنظيم "داعش" الإرهابي. هذه جريمة قتل وحشية وبطريقة بشعة لشابتين بريئتين". وعن السيناريو المحتمل التي يمكن أن يكون اتبعه التنظيم الإرهابي في تنفيذ جريمة "شمهروش" في حق السائحتين، إذا تأكد فعلا وقوفه وراءها، كشفت مصادر عليمة ل"الأيام24"، أن " خبر سفر الشابتين الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن، والنروجية مارين أولاند، إلى المغرب، ومكوثهم لمدة شهر، ربما تم تداوله قبل ذهابهم إلى منطقة "شمهروش"، في جامعة النرويج، التي كانت تدرسان بها، وكما نعلم أن الكثير من السلفيين التكفيريين والجهاديين، متواجدين كلاجئين سياسيين بهذا البلد الإسكندنافي، وبالتالي قد يلتقط هذا الخبر في الجامعة وفي شبكات التواصل الاجتماعي، ويحضر له ويتم تنفيذه من خلاله أيادي محلية". وأضافت ذات المصادر، أن " النرويج والدنمارك وبلدان إسكندنافية، يتواجد فيها الكثير من الاسلاميين المتشددين، المتواجدين كلاجئين سياسيين، وصدرت منهم مواقف متضامنة مع التنظيمات الإرهابية، دفع المخابرات الدنماركية، بمساعدة خارجية، إلى تضييق الخناق عليهم". وأعلن الوكيل العام للملك في بلاغ أنه عهد الى المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بمهمة البحث والتحري في صحة التسجيل المصور المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فيه الاشخاص الأربعة الموقوفون في إطار البحث في جريمة قتل السائحتين الأجنبيتين، وهم يعلنون بيعتهم للأمير المزعوم لما يسمى ب"داعش"، مع التعبير عن نيتهم في القيام بأعمال إرهابية. وخلص البلاغ الى أن الوكيل العام للملك، إذ يستعرض نتيجة هذه الأبحاث والخبرات التقنية، فإنه يشدد على أن البحث لازال متواصلا مع المشتبه فيهم تحت اشراف هذه النيابة العامة من أجل الكشف عن الدوافع الحقيقية والملابسات المحيطة بهذه القضية. وأوقفت عناصر الشرطة التابعة للمكتب المركزي للأبحاث والتحقيقات، صباح الخميس، الثلاثة، المتورطين في قتل وقطع رأس السائحتين النرويجية والدنماركية، في منطقة "شمهروش"، بإقليم الجوز.