ثمنت أغلب ردود الفعل الرسالة التي حملها الخطاب الملكي أمس ، والدعوة الصريحة التي وجهها للجارة الشرقية للمملكة في أول رد فعل جزائري على مضامين الخطاب الملكي، امس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء 43 ، علق السياسي والدبلوماسي الجزائري المخضرم محي الدين عميمور ، على دعوة الملك للحوار .
وفي غياب أي رد رسمي جزائري على دعوة الملك محمد السادس الجزائر إلى حوار مباشر ومصالحة ، اعتبر الدبلوماسي الجزائري الذي اشتغل سابقا مستشارا سياسيا لثلاثة رؤساء جزائريين، و كذا وزيرا للثقافة والاتصال في حكومة عبد العزيز بوتفليقة خلال بداية سنوات الألفية، أن بناء مغرب كبير أصبح ضرورة ملحة اليوم.
وقال محي الدين عميمور،83 (سنة)في تصريح لصحيفة “النهار الجديد” الجزائرية، “لا أعرف الرد الجزائري الرسمي لكنني وكمثقف تابع التطورات منذ 1963، وعاش أحداثا كثيرة لكل منها أهميته وآثاره، وأيضا على ضوء حوار واشنطن وبيونغ يانغ الذي كان نقلة نوعية في العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وكوريا الديموقراطية، لذا أقول إن الخطوة الأولى للحوار المثمر هي تنظيم لقاء مغلق بين الممثلين المعتمدين للبلدين”. وأضاف المتحدث: “اللقاء يجب أن تطرح فيه أهم القضايا التي تشكل أساس الخلاف، وأهمها انعدام الثقة بين البلدين، وهكذا لا يكون لقاء القمة مجرد لقاء لتبويس اللحي من النوع الذي برع فيه الوطن العربي، والذي تتبعه عادة نكسات تحول المصالحة الحقيقية من أمل إلى حلم ثم إلى وهم وقد تتحول إلى كابوس”. وتابع اعميمور بالقول “أنا ممن يؤمنون بأن العلاقات الصحية مع المغرب، هي علاقات استراتيجية ضرورية للبلدين وللشعبين، بل وللقيادتين ولها أهميتها الجهوية اليوم”. واضاف الوزير الجزائري السابق “خصوصا في المرحلة التي يعيش فيها المشرق العربي ما نعرفه جميعا من عثرات، وهي قبل ذلك قاعدة بناء المغرب الكبير الذي أصبح اليوم أكثر ضرورة من أي وقت مضى”.
ووصف السياسي الجوار بين المغرب والجزائر “بالجوار القدر والتاريخي الذي لا مفر منه إلا إليه”. مستطردا “ولعلي أذكر بأن الزعيمين العربيين الوحيدين اللذين تحمل شوارع الجزائر أسماءهما هما الملك محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي، تقديرا لدور المغرب الشقيق في كفاحنا من أجل الحرية والاستقلال”.