بلا مواربة هل يتوقع الركراكي من المغاربة تحويل كل فوز للمنتخب إلى "عيد وطني"؟ عبد الإله حمدوشي نشر في 26 مارس 2025 الساعة 10 و 01 دقيقة "علاش المغاربة مبقاوش كايحتافلو بالتأهل؟" عبد الإله حمدوشي [email protected]
وليد الركراكي مصدوم.
وليد مذهول.
وقد قالها بصراحة: "من قبل، المغاربة كانوا كيحتافلو بالتأهل، كايخرجو للزنقة، اليوم ولى التأهل عادي، وهادشي دليل على أننا كبرنا، وما بقيناش باغين غير أتاي".
لكن دعونا نضع الأمور في سياقها الحقيقي: متى كان مجرد التأهل إلى المونديال إنجازا؟ متى أصبح مطلب الجماهير هو "أتاي" وكفى؟
وليد حزين لأن المغاربة لم ينزلوا إلى الشوارع، لم يطلقوا "الزغاريد"، لم يرفعوا الرايات في المقاهي، ولم يضغطوا منبهات السيارات احتفالا بالفوز على منتخب تنزانيا.
"علاش المغاربة مبقاوش كايحتافلو بالتأهل؟"
السؤال الفلسفي العميق الذي طرحه الركراكي يحتاج إلى "ندوة دولية" وإلى "مجلس أعلى للتحليل الكروي والاجتماعي"، وربما إلى بحث دكتوراه بعنوان: "تراجع طقوس الاحتفال بالتأهل بين الشعوب الصاعدة كرويا.. دراسة حالة المغرب"!
لكن لا بأس، يا وليد، نحن هنا لنساعدك في حل اللغز!
هل تعرف لماذا لم يحتفل المغاربة؟
لأن التأهل إلى المونديال اليوم صار أسهل من إيجاد محل يبيع الحريرة في رمضان!
لأن إفريقيا صارت تتأهل بمجموعة منتخبات، بعدما كانت حصتها من المقاعد هي الأضعف بين القارات التي تتنفس الكرة، وحتى الجيران عندهم فرصة للتأهل مع نظام "نصف المقعد" من خلال الملحق القاري.
لأننا لم نهزم فرنسا أو البرازيل، بل فقط تنزانيا، التي يلعب نصف لاعبيها في دوريات لم نسمع بها من قبل.
ثم كيف سيحتفل المغاربة وهم لم يروا بعد ذلك المنتخب الذي وعدتهم به بعد مونديال قطر؟
الأمر بسيط يا وليد: لم يعد التأهل إلى كأس العالم حدثا يستحق الزغاريد، لأنك أنت نفسك قلتها: "كبرنا".
ثم، كيف تريد من المغاربة أن يحتفلوا اليوم بتأهل لم يأت بعد؟
هل تريدهم أن يرقصوا بالتقسيط؟ أن يقيموا حفلة صغيرة بعد كل فوز، ثم حفلة متوسطة عند ضمان التأهل، ثم حفلة كبرى بعد العبور إلى الدور الثاني في المونديال؟
وليد، المغاربة أذكياء اقتصاديا، لا يريدون أن يستهلكوا كل مخزون "الفرحة" في انتصار متوقع على تنزانيا، ثم يجدوا أنفسهم مفلسين عاطفيا عندما نصل إلى نصف النهائي مجددا!
لذلك، ارتح يا وليد، فالمغاربة يحبون منتخبهم الوطني.. لكن طموحهم الجارف وثقتهم بإمكانيات أبناء بلدهم جعلتهم "يحسبون الفرح" كما تحسب أنت تغييراتك "العجيبة" عند كل مباراة!