تتحرك الدبلوماسية المغربية هذه الأيام لتسليط الضوء على معاناة المحتجزين الصحراويين في مخيمات تندوف، وهي واحدة من القضايا التي سبق للرباط أن طالبت الهيئات الأممية بمعالجتها وبوضع حد لخروقات جبهة البوليساريو الانفصالية بحق ساكني المخيمات بجنوب الجزائر. وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة "ميدل ايست اونلاين"، أن بيان الخارجية المغربية السبت الماضي، حمل لغة أكثر صرامة في التعاطي مع انتهاكات الجبهة الانفصالية وانتهاك الجزائر لميثاق المغرب العربي باستضافتها جماعة مسلحة تطالب بالانفصال وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ويطالب المغرب رسميا هيئات الأممالمتحدة المعنية بشؤون اللاجئين بفتح تحقيق دولي حول وضعيات المواطنين وأغلبهم من الأقاليم الجنوبية المغربية في مخيم تندوف بالأراضي الجزائرية. ويأتي تحرك الدبلوماسية المغربية في محاولة لتخفيف معاناة سكان المخيم المحتجزين لدى الجبهة الانفصالية التي تتحكم في رقاب الصحراويين وفي قوتهم وتوظف معاناتهم لابتزازهم بينما تحول المساعدات الدولية لحساب قيادتها المتنفذة. وكان تقرير سابق صادر عن مكتب محاربة الغش والاحتيال الأوروبي (أولاف)، أن جانب من المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل الاتحاد الأوربي إلى اللاجئين الصحراوين في مخيمات تندوف بالجزائر، يتم تحويلها بطريقة منظمة منذ سنوات. وتتحكم قيادة البوليساريو في المنح والمساعدات الأوروبية وقد وظفت ما حولته من أموال لشراء الذمم داخل المخيم، فكانت تغدق بسخاء على الموالين لها بينما تحرم من يعارضونها من أبسط ضرورات الحياة في محاولة لتركيعهم واخضاعهم لسلطتها. ولم يكشف المغرب عن تفاصيل الخطوة الرسمية، إلا أن مصادر رجحت أن يتوجه إلى المفوض السامي لحقوق الانسان خاصة مع تردي الأوضاع المعيشية والصحية للصحراويين داخل المخيم بجنوب الجزائر. وتشير مصادر من داخل المخيم إلى تعرض الصحراويين في تندوف إلى انتهاكات جسيمة وأن معتقلين في سجن يطلق عليه اسم الذهبية كانت أنشأته قيادة الجبهة الانفصالية، يعيشون في ظروف مزرية. وذكرت مواقع اخبارية أنه سبق لعدد من المعتقلين في سجن الذهبية أن تحدثوا عن انتهاكات طالتهم بعد خروجهم في احتجاجات للمطالبة بإصلاحات داخل مخيمات اللجوء، ودعوا المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين إلى التدخل من أجل صون كرامتهم. ويستفيد مخيم المحتجزين الصحراويين في تندوف من أموال الدعم الانساني لكن تلك المساعدات لا تذهب لمستحقيها وسط تقارير أوروبية مؤكدة عن تحويل وجهة المساعدات. ويعتقد أيضا أن مسؤولين جزائريين تواطؤوا مع الجبهة الانفصالية في تحويل أموال المساعدات. وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن عدد سكان مخيمات تندوف (5 مخيمات) يبلغ 80 ألف شخص يعتبرهم المغرب أشقاء محتجزين في ظروف مزرية. ويتهم المغرب الجبهة الانفصالية بتحويل المساعدات الإنسانية التي يمنحها المجتمع الدولي للمخيمات إلى قيادة البوليساريو عبر بيعها في أسواق الجزائر لتحقيق الإثراء الشخصي، وهو ما كانت تدعو الرباط دائما إلى التحقيق فيه.