عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، من خلال أحدث حوار صحافي له مع جريدة "لوبينيون" الناطقة بالفرنسية، نشر أمس الأحد، ليجدد رفضه للاعتراف التاريخي الفرنسي بمغربية الصحراء، مشيرا إلى أنه نبَّه الرئيس إيمانويل ماكرون لحجم ما وصفه ب"الخطأ الفادح" ارتباطا بهذه الخطوة التي دفعت الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس في يوليوز الفارط، لتدخل العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين أزمة دبلوماسية متفاقمة.
وعلاقة بملف الصحراء المغربية، صرَّح تبون للصحيفة سالفة الذكر أن جبهة "البوليساريو" الانفصالية تطلب من الجزائر دعم قدراتها العسكرية بما يُمكنها من مواجهة العتاد العسكري الحديث للقوات المغربية، قائلا: "الصحراويون يطالبون بالأسلحة، لكننا نتحفظ عن منحها لهم في الوقت الراهن".
وذكر تبون أن ما أسماها ب"الجمهورية الصحراوية الديمقراطية" التي تدعمها بلاده، هي "عضو في الاتحاد الإفريقي، والعدالة الدولية والأوروبية تعترف تدريجيا بحقوق الشعب الصحراوي"، مشيرا إلى أن الجزائر تعتبر قضية الصحراء "مسألة تصفية استعمار لا يمكن تجاوزها".
ولدى حديثه عن العلاقات الجزائرية المغربية المقطوعة منذ عام 2021، شبهها تبون ب"لعبة الشطرنج"، قبل أن يضيف: "نجد أنفسنا مضطرين للرد على أفعال نعتبرها عدائية"، من قبيل، يضيف رئيس الجارة الشرقية: "التدريبات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الملكية المغربية والجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود الجزائرية، والتي تتعارض مع سياسة حسن الجوار". بحسب تعبيره.
على صعيد آخر، عبَّر تبون عن استعداد الجزائر لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلا: "إذا أدى استئناف عملية السلام في نهاية المطاف إلى إنشاء دولة فلسطينية، فبطبيعة الحال مستعدون لإقامة علاقات مع إسرائيل، بل وفي نفس اليوم الذي ستكون فيه دولة فلسطينية".