أعلنت الجزائر، السبت، استعدادها لدعم جهود الوساطة الجارية لاستعادة السلم والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تشهد اشتباكات مسلحة بين جماعة متمردة وقوات الأمن، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 700 شخص وجرح 2800 آخرين، بحسب الأممالمتحدة.
وعبرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية في بيان عن قلقها العميق لاستئناف النزاع وتصاعد حدته في هذه الدولة الإفريقية، وقالت إن "الرئيس عبدالمجيد تبون أسدى تعليمات لوزير الخارجية أحمد عطاف، للاتصال بجميع وزراء خارجية الدول المعنية بهذا النزاع، بالإضافة إلى المنخرطة في الوساطة".
وأوضحت أن هدف المسعى يتمثل في "تأكيد استعداد الجزائر للمساعدة في جهود الوساطة الجارية وبذل كل ما في وسعها للإسهام في إعادة السلم والاستقرار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وإلى منطقة البحيرات الكبرى برمتها".
وأعربت الجزائر عن "تشجيعها ودعمها لرئيس جمهورية أنغولا جواو لورينسو، ورئيس جمهورية كينيا ويليام روتو، في جهودهما الحثيثة والمتواصلة للوساطة بين جميع أطراف النزاع" رغم صعوبة المهمة، كما دعت أطراف النزاع إلى ضبط النفس وخفض التصعيد بهدف تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار والتفاوض بشكل مسؤول من أجل استعادة السلام في المنطقة.
ويأتي عرض الوساطة من الجانب الجزائري، في وقت تعيش فيه البلاد عزلة أفريقية، بحسب مراقبين، بعد انحسار نفوذها في المنطقة وتصدع علاقاتها مع جوارها بسبب سياساتها الخارجية الخاطئة، علما أنه سبق أن تزعمت وساطة في الأزمة بمالي لكنها فشلت، بسبب انحياز جكام قصر المرادية لمكونات انفصالية مالية ما أثار غضب الحكومة المالية.
واتهمت وزارة الخارجية المالية في يناير الماضي الجزائر، بالتدخل في شؤون مالي الداخلية، وبرعاية تنظيمات إرهابية تهدد وحدة البلاد وسيادتها، في إشارة إلى دعمها الحركات السياسية الأزوادية.
يذكر أن المغرب كان قد أعلن الثلاثاء الماضي دعمه أمام اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، للوساطة التي يقودها رئيس جمهورية أنغولا، جواو لورنسو، في إطار مسلسل لواندا، الذي يشكل إطارا أساسيا لتسوية هذه الأزمة.