تحت عنوان: "في إسرائيل هجرة غير مسبوقة.. إذا لم يتغير شيء في الانتخابات المقبلة، سيكون هناك المزيد من الناس الذين يغادرون"، قالت صحيفة لوموند الفرنسية، إن آلاف الإسرائيليين، وفي بعض الأحيان عائلات بأكملها، غادروا البلاد للاستقرار في الخارج. وتشمل الأسباب انعدام الأمن والحرب في غزة، ولكن أيضا سياسات حكومة نتنياهو وثقل الدين في البلاد. وكشفت صحيفة لوموند، أن أعداد المغادرين لإسرائيل وصلت إلى مستويات قياسية، مبينة أنه حسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء الصادرة في دجنبر 2024، غادر البلاد 82,700 إسرائيلي.
وتعتبر شبكات التواصل الاجتماعي دليلا على هذه الظاهرة، توضح صحيفة لوموند، مضيفة أن المجموعات التي تدعو إلى إنشاء مجتمعات في البرتغال أو اليونان أو كندا أو تايلاند، أو تتبادل المعلومات حول التأشيرات وظروف المعيشة المحلية والعمل عن بعد، والتغريدات التي تعبر عن القلق بشأن المغادرين المتعددين من حولهم، والإهانات واتهامات "الخيانة" للآخرين- تتزايد. ومع مرور الأشهر، بعد بدء الحرب في غزة ثم في لبنان، أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحا. يقول إيلان ريفيفو، البالغ من العمر 50 عاماً: "لم أشاهد شيئاً مثل هذا على الإطلاق خلال ثلاثين عاما من مسيرتي المهنية".
فقد كانت شركته "يونيفرس ترانزيت"، التي أسسها والده إسحاق في تل أبيب في أوائل تسعينيات القرن العشرين، متخصصة في مساعدة اليهود القادمين للاستقرار في إسرائيل، وخاصة من فرنسا. والآن يشير الابن إلى أن ما يحدث هو العكس، حيث إن عائلات بأكملها تغادر إلى البرتغال أو قبرص أو اليونان، وهم يبيعون كل ممتلكاتهم، وهذا أمر غير مسبوق.
وبالنسبة لرجل الأعمال هذا، فإن الحرب ليست الدافع الوحيد وراء هذا الخروج، إذ إن الذين يغادرون هم أكثر خوفاً من الوضع السياسي، وهم غير متفائلين بالمستقبل ويفكرون في أطفالهم. وفي الواقع، فإنهم في كثير من الأحيان يسعون للحصول على جنسية ثانية. ويعتقد الرجل أن ثقل الدين في البلاد يلعب دوراً كبيراً في قرارهم، الذي يتخذونه أحياناً خلال أسبوعين، دون انتظار أكثر من ذلك.
وخلصت الصحيفة الفرنسية، أنه لا أحد يعرف اليوم ما إذا كانت الهدنة الهشة في غزة، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الجاري، ستكون كافية لوقف عمليات النزوح، خاصة وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذر من أن الحكومة تحتفظ "بالحق" في استئناف الحرب إذا رأت ذلك مناسبا وضروريا. لكن، وقبل كل شيء، يظل العديد من الإسرائيليين معادين للسياسات التي ينتهجها الائتلاف الحاكم الذي يهيمن عليه اليمين المتطرف. ما يلخصه روي في جملة واحدة: "إذا لم يتغير شيء في الانتخابات المقبلة، فسيغادر المزيد من الناس".