كشفت وثيقة سرية، اطلع عليها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عن عمليات تهريب أموال ضخمة عبر "الخطوط الجوية السورية" إلى موسكو، في واحدة من أشد عمليات النقل المالي غموضا وفسادا تورط فيها النظام السوري السابق، وأن تلك الأموال في غالبيتها نتاج الاستثمار في تصنيع وتجارة الكبتاغون.
ووفق الوثيقة التي حصل عليها "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، من أطراف قريبة من "الخطوط الجوية السورية" وأمن مطار دمشق الدولي، كانت هذه الأموال تُنقل تحت إشراف مباشر من المخابرات الجوية، في عملية شديدة السرية.
وطبقا للوثيقة، التي تحتوي تفاصيل في غاية الدقة، فإن الحقائب التي تحتوي النقود تُنقل بشكل مباشر من "مصرف سوريا المركزي" إلى شاحنة حماية، لتُنقل إلى أسفل الطائرة فور وصولها إلى المطار.
ويلفت تقرير "المرصد" إلى أن هذه الحقائب كانت تُحمل بشكل منفصل عن أمتعة الركاب، تحت إجراءات أمنية مشددة… ولضمان سرية العملية، كان يُطلب تحميل الحقائب أولا قبل أي شحنات أخرى، ولا يُسمح لأي من العاملين أو الركاب بالاستفسار عن محتوى الحقائب، بل يجري تحذير الجميع بعدم التدخل أو السؤال عن محتوى الحقائب ووجهتها.
الوثيقة التي سُرّبت هي كتاب رسمي معنون ب"سري"، واحتوت تفاصيل دقيقة حول عملية نقل الأموال، بما في ذلك عنوان المصرف في موسكو الذي يتعامل مع نقل هذه الأموال، وعدد الحقائب، ووزنها، وتاريخ الرحلة، والمبلغ المنقول، والتفاصيل كافة المتعلقة بكل عملية.
مصادر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الموثوقة، وفق التقرير، تأكدت من الوثيقة الأصلية، التي تكشف عن "شبكة من العمليات المالية السرية التي كان النظام السوري السابق يعتمد عليها لتمويل أنشطته المختلفة، دون أن يعلم أحد من العاملين في شركة الطيران أو الركاب شيئاً عن تلك العمليات المشبوهة".