أعلنت الحكومتان الموريتانية والسنغالية، اليوم الخميس، عن الافتتاح الرسمي لأول بئر ضمن مشروع السلحفاة الكبرى آحميم الذي تطوره شركتا "بي.بي" البريطانية وكوسموس أنيرجي الأمريكية. وأكد بيان مشترك لوزارتي الطاقة الموريتانية والسنغالية "أن مشروع الغاز سيعمل بطاقة إنتاجية تناهز 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا".
وأشار البيان إلى أن "هذا التطور الفني يشكل محطة فارقة في المشروع، كما يشكل لبنة إضافية في تعزيز الشراكة القائمة بين موريتانياوالسنغال، وهو ما ينتظر أن يدفعهما للقيام بدور رئيسي ومتزايد في صناعة الطاقة إقليميا".
وأكد البيان أن "المشروع الواقع على الحدود البحرية بين موريتانياوالسنغال، يمثل أحد أكبر الاستكشافات الغازية فائقة العمق في البحر"، وأنه يهدف إلى "استغلال الموارد الطبيعية الغازية بطريقة مستدامة بما يعود بالنفع على سكان واقتصادات البلدين".
من جهته، أوضح وزير الطاقة والنفط الموريتاني، محمد ولد خالد، أن "الشراكة النموذجية مع السنغال مكنت من تعزيز قدرات البلدين في تحقيق الأهداف المشتركة الطموحة والمستدامة"، معلنا في تصريحات له يوم الخميس، عن "مستقبل واعد ينتظر المنطقة برمتها".
وأضاف أن "نجاح إطلاق عملية استخراج الغاز يأتي تتويجا لمسار متكامل من العمليات الفنية، ويمهد الطريق واسعا نحو بدء تسويق الغاز قريبا، حيث مكنت الشراكة النموذجية مع الشقيقة السنغال والخبرة الفنية المشهودة لشركات الاستخراج من تعزيز قدراتنا في تحقيق الأهداف المشتركة والطموحة والمستدامة، وستكون للمشروع انعكاسات هامة وإيجابية على الاقتصاد الوطني".
بدوره، قال وزير الطاقة والبترول والمعادن السنغالي، بيرام ديوب، في تصريح آخر: إن "فتح أنابيب الغاز هو بمثابة مرحلة تاريخية، تترجم الرؤية المشتركة بين السنغالوموريتانيا من خلال مشروع الغاز الذي هو نموذج للتعاون المثمر".
ويعتبر هذا المشروع فرصة ذهبية لكل من موريتانياوالسنغال لدخول نادي الدول المنتجة للطاقة، فمن خلال الإيرادات المتوقعة بالمليارات، يمكن للمشروع أن يكون نقطة تحول اقتصادي، عبر تعزيز البنية التحتية، وخلق فرص عمل، وتمويل مشاريع تنموية.
هذا، ويعتبر تطوير حقل الغاز الواقع على الحدود البحرية بين موريتانياوالسنغال، أول مشروع تطوير من شأنه أن يجعل الحوض الساحلي مصدرا عالميا للغاز، مما يوفر إيرادات لكل من موريتانياوالسنغال، فضلا عن توفير مصدر للطاقة المحلية منخفضة التكلفة.
ويعتبر مشروع أحميم للغاز أكبر مشروع لاستخلاص الغاز في المنطقة، حيث يمتد على مساحة 33000 كلم مربع، باحتياط غازي يبلغ 1400 مليار متر مكعب، وفي إمكانية استغلال تتراوح بين 30 و50 سنة.
ويمثل مشروع "السلحفاة الكبرى" فرصة ذهبية لكل من موريتانياوالسنغال لتحقيق نقلة نوعية في اقتصادهما، لكنه يحمل في طياته مخاطر كبيرة تتطلب إدارة حكيمة واستراتيجيات شاملة لتجنب الآثار السلبية.