أكد دليل لمندوبية السجون وإعادة الإدماج، على أن الاضطرابات العقلية حاضرة بقوة بين السجناء، خصوصا الاضطرابات العقلية الحادة، مبرزا أن واحد من سبعة نزلاء يعانون من مرض الذهان أو الاكتئاب، ما يعني أن معدل الإصابة بالمرضية يفوق بمرتين إلى أربع مرات المعدل المسجل لدى عموم السكان. الدليل الذي تم تقديمه أمس الأربعاء على هامش ندوة صحافية بالرباط، حول "الوقاية من التعذيب ومعاملة السجناء..الالتزامات الدولية والتشريعات والآليات الوطنية"، أوضح أن معاناة السجناء النفسية، تجعلهم عرضة لخطر الانتحار، وإيذاء النفس والعنف وتنامي الشعور بأنهم ضحايا. وفي الإطار ذاته، أشار المصدر ذاته، إلى وجود 56 مصحة داخل المؤسسات السجنية إلى جانب قاعات التمريض التي وصل عددها إلى 110 قاعة، كما تتوفر المؤسسات السجنية على 58 صيدلية و15 مختبرا. من جهة أخرى، عرفت السنة الماضية 1489 حالة إضراب عن الطعام في صفوف السجناء، من بينها 684 حالة إضراب عن تقل مدتها عن أسبوع، و571 حالة تتراوح مدة الإضراب من أسبوع إلى شهر. وفي كلمة له خلال الندوة، قال محمد صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إن مندوبيته حريصة على تفعيل أحكام الدستور الجديد للمملكة، واحترام الالتزامات الدولية للمغرب في مجال حقوق الإنسان لاسيما اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أوالمُهِينة، وكذا البروتوكول الاختياري لهذه الاتفاقية. وأضاف التامك، أن مندوبية السجون تشتغل على أنسنة ظروف الاعتقال، والحفاظ على أمن وسلامة السجناء، وتهيئ المعتقلين لإعادة الإدماج، بالإضافة إلى توفير ظروف اعتقال ملائمة للسجناء، تضمن وتصون حقوقهم، إيمانا منها بأن السجين مهما كانت نوعية جريمته أو خطورته فإن ذلك لا يلغي مواطنته وكرامته الإنسانية.