فرقة "ولاد البلاد" الموسيقية تُطلق ألبومها الأول "ڭوار مغاربة"، الذي يُجسّد رؤية فنية تمزج بين الموسيقى الشعبية المغربية والتأثيرات الثقافية المتعددة. هذا الألبوم، الذي أصبح متاحًا على جميع منصات البث الموسيقي، يعكس رحلة أعضاء الفرقة الثلاثة: فريدريك يوسف كالمس، ليو فابر-كارتييه، وإتيان ݣْرُوِل، وهم موسيقيون فرنسيون اختاروا الإقامة في المغرب والانغماس في ثقافته، ما أتاح لهم تقديم مؤلفات أصيلة تمزج بين الحداثة وأصالة التراث المغربي. استقر فريدريك وليو في مدينة فاس حيث تعلما العود واللوتار على يد أساتذة مغاربة بارزين، فيما تخصص إتيان في آلات الإيقاع تحت إشراف المايسترو سعيد الإدريسي. كما تأثر الألبوم بتفاصيل الحياة المغربية اليومية مثل "تاكسي الكبيرة" و"مول الحانوت"، إضافة إلى الشعر الشعبي والتراث الروحي مثل الصوفية. وقد ساهمت ثلاث موسيقيات موهوبات في إغناء العمل: فيث بيل باركر، كاهنة أفزيم، ودلال الأبيض، مما أضفى عمقًا وتنوعًا ثقافيًا على المشروع. وقدمت الفرقة جولة موسيقية شملت عروضًا في فاس، الرباط، وخريبݣة، حيث استطاعت أن تأسر قلوب الجمهور من خلال تقديم مزيج متناغم من الألحان التقليدية والتوزيعات الحديثة، وأشاد الجمهور والنقاد بإبداع الفرقة، واعتبروا عملها إحياءً للذاكرة الموسيقية المغربية مع لمسة معاصرة فريدة، خاصة فيما يتعلق بموسيقى "الحمادشة"، التي أُعيد تقديمها بشكل مبتكر وغير مسبوق. ويشكل الألبوم تكريمًا لحياة الموسيقيين في المغرب، وعلاقتهم العميقة بالثقافة المغربية التي تبنّوها كجزء من هويتهم الفنية. وبتفانيهم في إبراز التراث المغربي بلمسات عالمية، نجحت "ولاد البلاد" في بناء جسر فني يربط بين ثقافات متعددة، لتقديم تجربة موسيقية أصيلة ومؤثرة للجمهور المحلي والدولي.