بدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة تاريخية في إفريقيا، يوم الإثنين الماضي، تضمنت زيارة لأنغولا، في خطوة ذات أبعاد استراتيجية وسياسية. وركزت هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس أمريكي إلى أنغولا، على تعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية، وإطلاق مشروع "ممر لوبيتو"، وهو مبادرة أمريكية لتطوير السكك الحديدية التي تربط زامبيا والكونغو بأنغولا.
ويهدف المشروع إلى تحسين نقل الموارد الحيوية التي تستخدم في تقنيات الطاقة النظيفة والبطاريات، ما يعزز فرص تصديرها إلى الأسواق العالمية.
ويحمل مشروع "ممر لوبيتو" أهمية خاصة، حيث ينظر إليه كجزء من استراتيجية الولاياتالمتحدة لمواجهة النفوذ الصيني المتنامي في إفريقيا.
ويهدف المشروع الأمريكي، الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع، إلى تقديم بدائل جديدة تعزز استقلالية الدول الإفريقية اقتصاديا وتقلل من اعتمادها على الاستثمارات الصينية.
وجاءت الزيارة في وقت حساس، حيث ينتهي عهد بايدن قريبا، ما يثير تساؤلات حول استمرارية هذه المشاريع تحت الإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترامب.
ويعتمد نجاح المبادرات الأمريكية في إفريقيا على الالتزام طويل الأمد، خاصة أن الولاياتالمتحدة تواجه انتقادات بعدم جديتها الكافية مقارنة بالصين، التي تنظم قمما منتظمة مع القادة الأفارقة وتستثمر في شراكات طويلة الأمد.
وتعكس زيارة بايدن لأنغولا ومشروع "ممر لوبيتو" اهتماما متزايدا بالقارة السمراء وفرصة لإعادة صياغة العلاقات معها. حيث يأمل الكثيرون أن تكون هذه الخطوات بداية لتعزيز حضور أمريكي مستدام في إفريقيا، يقوم على شراكات متوازنة ومشاريع تنموية تحقق فائدة مشتركة لجميع الأطراف.