أعلن حزب العدالة والتنمية عبر كتابته الإقليمية، في بيان أصدرته عقب اجتماعها العادي المنعقد يوم الاثنين 18 نونبر الجاري، عن عدم المشاركة في الانتخابات الجزئية المقررة يوم 5 دجنبر، في ثمان جماعات بإقليم تارودانت. وبرر البيجيدي في البيان ذاته، عدم المشاركة في الانتخابات المذكورة، باستمرار نفس الأساليب غير المفهمومة التي تمت بها انتخابات 8 شتنبر 2021، من التلاعب بإرادة المواطنين، واستمرار العمل بنفس اللوائح الانتخابية، ونفس التقطيع الانتخابي، مع تسجيل ضعف جل المجالس في تنزيل المشاريع التنموية، والاستغلال بالصراعات الحزبية الضيقة.
وتتسع تأويلات انسحاب حزب البيجيدي، لتشمل تقديرات متعددة، فقد تنطلق دوافع هذا الموقف من باب الشجاعة والثبات، والترفع عن جدوى المشاركة في الانتخاب، أو لأسباب داخلية يصعب على أعضاء الحزب الإفصاح عنها، وفي المقابل، هناك من يجدها ضعفا لا يمكن إنكاره، وتوقعا استباقيا لتكرار سيناريو الهزيمة التي مني بها المصباح في انتخابات 2021، على أيدي خصومه السياسيين، وعلى رأسهم حزب التجمع الوطني للأحرار، والتي خسر خلالها البيجيدي بلغة الأرقام، ما يقارب تسعين في المائة من مقاعده في مجلس النواب.
ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن رهاب الإخفاق يشكل هاجساً حقيقيا، ويثير مخاوف لدى جميع الأحزاب، لاسيما إذا إعتادت في مسارها على إحراز نتائج متميزة، واعتلاء الصدارة، بقيادة المشهد السياسي، يكون حينها من الصعب تجرع الخسارة بدفعات متفرقة، فتجد نفسها في سياق يحتم عليها الرضا.
وفي هذا السياق، يجد بعض دارسي الشأن السياسي أن قرار انسحاب العدالة والتنمية من انتخابات 5 دجنبر المقبل يعد نهجا استباقيا، لمواجهة أي تهديد قد يعصف بمكانة الحزب، خصوصا بعدما رمم جراحه التي خلفتها انتكاسة 2021، والتي لم يكن الخروج منها بالأمر الهين، ذلك لأنها كانت نقطة تحول حاسمة في مساره.