خففت سوريا من حدة لهجتها خلال تناولها النزاع حول الصحراء المغربية أمام اللجنة الرابعة المعنية بتصفية الاستعمار بالأممالمتحدة، عندما اكتفت بالدعوة إلى اعتماد الحوار والمفاوضات كسبيل للوصول إلى حل سياسي عادل ودائم لهذه القضية التي
وخلال مداخلة ألقاها السكرتير الثالث للتمثيلية الدائمة لسوريا لدى الأممالمتحدة، مهند بغدادي، قال إن دمشق "تشجع على بناء المزيد من الثقة بين الأطراف المعنية لتحقيق حل يتماشى مع قرارات الأممالمتحدة"، معلنا دعم بلاده ل"أي مبادرة سلمية، مع ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار والعودة إلى الوضع السابق لما قبل 13 نونبر 2020".
وإن كانت سوريا جزء من الفلك الداعم للأطروحة الانفصالية لجبهة "البوليساريو" في الصحراء التي ترعاها الجزائر، فإن مستوى خطابها في اللجنة الرابعة بالأممالمتحدة، قد يكون مؤشرا على تحول محتمل لموقف دمشق من القضية التي يعتبرها المغرب المعيار الرئيسي لسياسته الخارجية، خاصة وأن محرك العلاقات بين الدول هي المصالح ف"لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة". مثلما هو منسوب إلى السياسي ونستون تشرشل في قولته الشهيرة.
الباحث في العلاقات الدولية الحسن أقرطيط، يفترض أن تكون سوريا بدأت تتبنى مبدأ "البراغماتية" في علاقاتها الخارجية، خاصة مع الدول العربية، منذ عودتها إلى الحضن العربي. في إشارة منه إلى جامعة الدول العربية التي كان مقعد رئيسها بشار الأسد شاغرا منذ عام 2011، تاريخ تجميد عضوية بلاده فيها ردا على قمع نظامه للاحتجاجات الداعية إلى إسقاطه، قبل أن تتكلل مساعي عودتها إلى الجامعة بالنجاح سنة 2023.
واعتبر أقرطيط، ضمن تصريح ل"الأيام 24″، أن "سوريا تبحث له عن موطئ قدم في المشهد الجديد قيد التشكل في الشرق الأوسط، والذي قد تكون السعودية محوره لاعتبارات سياسية وأمنية وجيوسياسية، ومن هذا المنطلق تواجه ضغطا سعوديا من أجل تغيير موقفها السلبي من قضية الصحراء المغربية".
وأضاف الأكاديمي عينه أن "السعودية التي تصطف بقوة إلى جانب المغرب في قضية الصحراء ولا ترى بديلا عن مخطط الحكم الذاتي لإنهاء هذا النزاع المفتعل، شأنها في ذلك شأن كافة الدول الخليجية، كالإمارات، كان لها دور كبير في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وقدمت ضمانات إلى المغرب بألا تثير القلاقل داخل المنظمة العربية التي يجمع الأعضاء فيها على مغربية الصحراء".