قالت غريس نجابو، وزيرة الشؤون الداخلية السابقة بزامبيا، اليوم الجمعة بالداخلة، إن المغرب باحتضانه لأشغال "كرانس مونتانا" للسنة الرابعة على التوالي بالداخلة، يرسم خريطة الطريق لتحقيق أهداف أجندة 2030 للتنمية المستدامة على مستوى القارة الإفريقية. وأوضحت المسؤولة الزامبية السابقة، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى "كرانس مونتانا"، التي تميزت بالرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال هذه الدورة، والتي حضرها، على الخصوص، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وعدد من أعضاء الحكومة وشخصيات إفريقية ودولية مرموقة، أن تعزيز التعاون جنوب-جنوب يعتبر الحل الأمثل للمشاكل التي تعاني منها القارة الإفريقية.
وأبرزت أن هذا اللقاء يشكل فرصة لجمع فاعلين من قطاعات مختلفة للنقاش حول مختلف هذه التحديات، وإيجاد أجوبة متناغمة لها في أفق تجسيد أجندة 2030 للتنمية المستدامة على صعيد القارة.
وأعربت السيدة نجابو، في هذا الصدد، عن امتنانها للملك محمد السادس لرعايته السامية لهذا المنتدى العالمي، الذي يسهم في تحقيق هذه الغايات، وطي تبعات مرحلة الاستعمار لإفريقيا، وفتح آفاق واعدة للأجيال الإفريقية الصاعدة.
وذكرت بأن التحدي الكبير الذي ستواجهه القارة يكمن في تضاعف النمو الديمغرافي بإفريقيا، ليصل إلى مليارين ونصف نسمة في أفق سنة 2030، مع ما يطرحه من إشكالات في مجالات الصحة والتعليم والغذاء والبنيات التحتية، مشيرة إلى أن إفريقيا تعتبر "سلة غذاء العالم" و"أرض الثروات الطبيعية" وأنه يتوجب على الأفارقة التحكم في مستقبلهم ومصيرهم.
من جانب آخر، دعت المسؤولة الزامبية السابقة رجال الأعمال المغاربة لاستكشاف فرص الاستثمار التي توفرها زامبيا في عدد من المجالات الواعدة، في إطار الرؤية القائمة على تعزيز التعاون جنوب-جنوب على صعيد القارة.
وباستقبالها لهذا الحدث الدولي، الذي يستمر إلى غاية 20 مارس الجاري، تعزز مدينة الداخلة جاذبيتها كوجهة متميزة لاحتضان أكبر التظاهرات الدولية، مكرسة بذلك الإشعاع الدولي لجوهرة الجنوب.
وينقسم برنامج هذه التظاهرة إلى جزأين، الأول ينظم بمركز الندوات بجوهرة الجنوب من 15 إلى 17 مارس الجاري، والجزء الثاني سينظم على متن الباخرة "رابسودي" التي ستنطلق من الداخلة نحو الدارالبيضاء من 18 إلى 20 مارس الحالي.
وتشكل هذه الدورة مناسبة لتبادل الآراء والأفكار بين مسؤولين حكوميين من مستوى عال وممثلين عن عالم الأعمال والاقتصاد، حول عدد من المحاور الرئيسية، من بينها، على الخصوص، "الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة" و"اقتصاد المحيطات وقطاع الصيد البحري" و"الطاقات المتجددة والثورة الإفريقية الخضراء"، و"إفريقيا .. محطة رئيسية لطريق الحرير".
كما سيناقش المشاركون "التعاون الإقليمي في مجال الصحة العمومية" و"التدبير الحضري الشامل .. التحدي الجديد لإفريقيا".
وستناقش الدورة، أيضا، قضايا النساء والشباب، في إطار جلسات اسثتنائية لمنتدى النساء الإفريقيات، ورواد المستقبل الجدد الذي يحتفي هذه السنة، كذلك، بالفاعلين الرئيسيين في النهضة الإفريقية.
وستتميز أشغال هذه الدورة، أيضا، بتسليم جائزة منتدى كرانس مونتانا 2018 لإفريقيا والتعاون جنوب-جنوب لمصطفى سيسي لو، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اعترافا بعمله "من أجل الاندماج والحرية وازدهار شعوبها" ومن أجل "جهوده المبذولة لتكريس حرية تنقل الأشخاص والسلع في فضاء المجموعة وفي المنطقة بكاملها".
ويعد منتدى (كرانس مونتانا)، الذي يتواجد مقره بجنيف، منظمة دولية تعمل على "تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل وتعزيز مستوى أرفع من الاستقرار والإنصاف والأمن".