تبتعد شركات الطيران العالمية عن إسرائيل بشكل أكبر مما مضى، على الرغم من الضربات القاسية التي وجهها الاحتلال الإسرائيلي لحزب الله اللبناني على مدار الأيام الماضية، والتي شملت اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، يوم الجمعة الماضي، حيث زادت مخاوف الخطوط الجوية الأجنبية من تصاعد الحرب، واندفعت إلى هجرة أكبر بكثير من تلك التي حدثت في الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأصبح حصول الإسرائيليين على تذكرة سفر لمغادرة تل أبيب مهمة مستحيلة في وقت يرتفع فيه الطلب بالأساس على السفر في مثل هذه الأيام من كل عام لتزامنها مع موسم العطلات والأعياد في إسرائيل.
وجاءت التوصية غير المسبوقة التي أصدرتها الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران والمفوضية الأوروبية للشركات الأجنبية، مطلع الأسبوع الجاري، بتجنب الرحلات الجوية إلى إسرائيل حتى نهاية أكتوبر، لتهز بالفعل صناعة الطيران المحلية التي تعاني من ضغوط كبيرة منذ استمرار الحرب ويتوقع استمرارها لفترات أطول.
عشية اغتيال الأمين العام لحزب الله كان الطيران المدني في إسرائيل في حالة يرثى لها بالفعل، فقد أوقفت المزيد من الشركات الأجنبية رحلاتها من إسرائيل وإليها، وأضحى عدد الشركات التي تسير رحلات لا يتجاوز 20 شركة من مختلف أنحاء العالم، وهذا هو أقل عدد من الشركات الأجنبية التي تسافر إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب قبل عام، عندما كان عددها عشية عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 واندلاع الحرب على غزة حوالي 150 شركة، وفق تقرير لصحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية، أمس الاثنين.
وأشار التقرير إلى أن التوصية الأوروبية بتجنب السفر إلى إسرائيل أدخلت صناعة الطيران المحلية في دوامة أخرى وزادت الضغط على الشركات الإسرائيلية الثلاث (العال، يسرائير، أركيا)، بعدما أبلغت الشركات الأجنبية التي حجز الإسرائيليون الرحلات الجوية عن إلغاء رحلاتها، لتضطر شركة "العال" الإسرائيلية إلى التعامل مع سيل من المتقدمين الذين يحاولون العثور على مقاعد على رحلاتها في الأيام المقبلة.
وفي الوضع الحالي، تعد شركة "العال" الشركة الأكثر نشاطاً في إسرائيل، واضطرت إلى الإعلان بشكل غير عادي عن أن جميع رحلاتها في الأيام المقبلة ممتلئة؛ علاوة على ذلك، لن تتمكن من القيام برحلات إنقاذ للإسرائيليين العالقين في المطارات الرئيسية في جميع أنحاء العالم، على غرار ما حدث في بداية الحرب.
وفقا لمصادر شركة العال، فإن جميع المقاعد في رحلاتها المجدولة إلى جميع الوجهات مشغولة بالفعل، إلى جانب قائمة انتظار طويلة من الركاب الذين يتنافسون على التذاكر. ويعود هذا الوضع إلى عدد طائراتها وتجنيد الكثير من أطقمها في الجيش بعد الحرب.
وأصدرت الشركة توصية للمسافرين العائدين إلى إسرائيل بالوصول إلى مطاري لارنكا في قبرص وأثينا في اليونان، فضلا عن توجيه توصية لمن يقضون إجازات في الخارج بتمديد الإجازات والتحلي بالكثير من الصبر حتى تتمكن من تنظيم المزيد من الرحلات، بينما أعربت شركات سفريات وسياحة عن شكوكها في قدرة "العال" على زيادة معدل رحلاتها إلى لارنكا وأثينا.
وفي حين أعلنت شركة "العال" أنها غير مستعدة لتنظيم رحلات واسعة النطاق لإعادة العالقين في مطارات بالخارج، أفادت شركتا "يسرائير" و"أركيا" بتنظيم رحلات إلى لارنكا وأثينا لإعادة الإسرائيليين الراغبين في القدوم إلى إسرائيل، بينما قفز سعر التذكرة إلى نحو 850 دولاراً في حين أنها لم تكن تتخطى 200 دولار قبل نشوب العدوان الواسع على لبنان في أواخر شتنبر الماضي.