قدّم عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، والزعيم السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بحضور شخصيات سياسية وازنة من المغرب واسبانيا ومصر والجزائر، مذكراته التاريخية" أحاديث فيما جرى"، اليوم الخميس الذي يصادف الثامن من مارس، بالمسرح الوطني بالرباط. وحضر كل من مصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية مولاي اسماعيل العلوي وعبد الواحد الراضي ، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وادريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات، والتجمعي صلاح الدين مزوار ،والوزير الأسبق جمال أغماني وبنسعيد آيت إيدر ، بالإضافة إلى الرئيس السابق للحكومة الاسبانية فيليبي غونزاليس وزوجة اليوسفي الفرنسية وصديقه السياسي والدبلوماسي الجزائري الأخضر الابراهيمي والمصري محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وصلاح الوديع ومحمد الصبار، تقديم مذكرات اليوسفي، حيث غصت جنبات المسرح بوجوه سياسية وثقافية من مختلف الأطياف حرصت على حضور هذا الحدث.
وتحدث اليوسفي في كلمة قصيرة عن سيرته في هذا الكتاب كما رواها لرفيقه مبارك بودرقة والذي جاء في 200 صفحة، قائلا بأن " تقديم كتابه يعدّ فرصة لتجديد العهد جميعا والتذكير بعضنا بالقيم الوطنية التي شكلت الأساس لكل الدروس النضالية لمختلف أجيال المغاربة في الدولة وفي المجتمع وذلك منذ تأسيس الحركة الوطنية في الثلاثين من القرن الماضي"، مبرزا أن " هذه القيم لا تزال تشكل السماد الخصب لإتمام مشروع مغرب الغد ، ومغرب الحريات والديمقراطية ودولة المؤسسات وحماية وحدتنا الترابية تحت قيادة عاهل البلاد الملك محمد السادس".
وأضاف الزعيم اليساري، أن "أحاديث فيما جرى"، التي يقدمها في هذا اليوم الذي يصادف الاحتفالات بالبوم العالمي للمرأة والذي يصادف تاريخ ميلاده أيضا، هو " بعض من خلاصات تجربتي السياسية التي شاء القدر أن أكون طرفا فيها، من مواقع متعددة سواء في زمن مقاومة الاستعمار أو في مرحلة بناء الاستقلال وسواء من موقع المعارضة او من موقع المشاركة في الحكومة".
وتابع اليوسفي" أن سيرته الذاتية تشكل جزء من إرث مغربي نعتز أننا جميعا نمتلكه وعنوانا لثورة حضارية صنعها أجيال مغربية متلاحقة، ستكون بلا شك مجالا لأهل الاختصاص من علماء التاريخ، وعلماء السياسة، وعلماء القانون مثلما ستشكل مادة لتأويلات وتفسيرات إعلامية متعددة"، داعيا إلى استلهام "قيم الوطنية والوفاء والبدل والعطاء، المنتصرة للحوار بدل العنف والتوافق بدل الاستبداد بالرأي".
وتتكون المذكرات من ثلاثة أجزاء بعنوان "شذرات في ما جرى"، والتي صاغها امبارك بودرقة أحد الرفاق المقربين لعبد الرحمان اليوسفي، حيث خلقت مذكرات عبد الرحمن اليوسفي، الحدث السياسي في البلاد، حيث توقفت المذكرات عند العديد من المحطات السياسية في تاريخ اليوسفي، من بين أهمها قيادته لحكومة التناوب، وما جرى في اللقاء الشهير والتاريخي بينه وبين الملك الراحل الحسن الثاني، وحكاية القسم على القرآن.