بعد دخولهم في إضراب وطني مفتوح منذ السادس عشر من شهر دجنبر من السنة الماضية قبل أن يطفئوا شمعة تسعة أشهر من الإضراب المتواصل، خرج طلبة الطب والصيدلة بالدارالبيضاء مرة أخرى لطرق باب المسؤولين في انتظار إصلاح ما يمكن إصلاحه بعد مسلسل من الشد والجذب والمدّ والجزر بين الطلبة والجهات المعنية. وجاء الاحتجاج الأخير الذي التأم قبل يومين أمام كلية الطب والصيدلية بالدارالبيضاء ليحرّك المطالب القديمة – الجديدة لطلبة كلية الطب والصيدلة وأطباء وصيادلة الغد من جهة، وليبرز اعتراضهم على ما أسموه نهج الوزارتين الوصيتين، أي وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي، "سياسة الأذن الصماء" وعدم تفاعلهما مع مقاطعة الطلبة للدورة الاستدراكية للفصل الثاني في شهر يوليوز المنصرم.
وتقاسم الطلبة المحتجون، تمسكهم بمطالبهم قبل أن يرفعوا صوتهم عاليا للتعبير عن رفضهم بأن يكونوا ضحية إصلاح غير مكتمل وحملوا شعارات موسومة بعنوان "نجاح مقاطعتنا وفشل وزارتكم"، و"تعصف بنا رياح مستقبل مجهول وغياب التفاعل هو المسؤول" وغيرها من الشعارات قبل أن يكشف المنسق الوطني لطلبة الطب والصيدلة، محمد أمين فتحي، بالقول إنّ الاحتجاج لا يخرج عن مطالب بعينها تنحصر بالأساس في مطالب أكاديمية تهمّ جودة التكوين وجودة التطبيب في انتظار إيجاد الحل قبل أن يرمي كرة اللوم في مرمى وزارة الصحة بعد اجتماعات بالجملة دون جدوى.
وأماط فتحي، اللثام عن "الضبابية" التي تسود بعد فتحه القوس على سؤال بعينه، وهو هل سيجد طلبة الطب والصيدلة أنفسهم أمام سنة بيضاء أخرى؟، وهو يؤكد أن باب الحوار مشرع على مصراعيه طمعا في إيجاد حل جدي يضمن للطلبة حقوقهم وكرامتهم.