خطت دولة كينيا بشكل رسمي أولى خطوات التقارب الدبلوماسي الكامل مع المملكة المغربية، بتعيين جيسيكا موتوني جاكينيا، سفيرة لها لدى الرباط، حيث استقبلها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الجمعة، وتسلم نسخا من أوراق اعتمادها كسفيرة فوق العادة ومفوضة جمهورية كينيا لدى الملك محمد السادس.
وتأتي هذه الخطوة من كينيا بعد 3 أشهر فقط من الزيارة التي قام بها ناصر بوريطة إلى العاصمة الكينية نيروبي، لتمثيل الملك محمد السادس في القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، التي جرت فعالياتها في بين 7 و 9 ماي الماضي، بالرغم من مشاركة وزير الفلاحة محمد صديقي في الاجتماع الوزاري التحضيري في اليوم الأول من القمة.
وكان مهتمون بالشؤون الإفريقية، قد اعتبروا أن مشاركة بوريطة في هذه القمة التي هدفت إلى إبراز الدور الحاسم للأسمدة وصحة التربة في تحفيز تنمية فلاحية إفريقية مستدامة، لفائدة الساكنة الهشة، تحمل بين طياتها أبعادا سياسية تدخل في إطار مساعي الرباطونيروبي المتواصلة لتحقيق التقارب الكامل بين البلدين، بعد فترة من التعثر، منذ تولي ويليام روتو لرئاسة البلاد.
ولم تستبعد أنذاك العديد من المصادر المهتمة بالعلاقات المغربية الخارجية، أن يكون بوريطة قد التقى بمسؤولين كينيين، وعلى رأسهم الرئيس، ويليام روتو، للتباحث عن مستقبل العلاقات بين البلدين، وخاصة أن كينيا ترغب في تحقيق اكتفاء ذاتي من الأسمدة، والمغرب يُعتبر من أبرز البلدان في هذا المجال.
وتعيش نايروبي أزمة حقيقية على المستوى الفلاحي بسبب تداول أسمدة يقول المزارعون إنها مزيفة، وهو ما تحول إلى احتجاجات واجهتها الحكومة بالقوة، بينما رفضت وزارة الفلاحة الاعتراف بوجود تلك الأسمدة معتبرة أن الأمر مجرد إشاعة مغرضة.
وتسعى كينيا إلى تكرار تجربة أبوجا وأديس أبابا مع الرباط، وهو ما يُتيح للمغرب المُضي في "دبلوماسية الأسمدة"، المرتبطة بقضية الصحراء، حيث لعبت استثمارات المكتب الشريف للفوسفاط دورا حاسما في تجميد كينيا وإثيوبيا، عمليا، دعمهما لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، بسبب المصالح الاقتصادية مع المملكة، حتى وإن كانا لم يسحبا الاعتراف بالجبهة من الناحية الرسمية.
ويرتقب أن تجر عربة الاقتصاد قاطرة السياسية من توضيح موقف كينيا من مغربية الصحراء، بعد الجدل الذي كان أثاره في منتصف شتنبر من سنة 2022، عندما غرد رئيس البلاد على منصة "تويتر" أنه سيسحب اعتراف كينيا بما يُسمى "الجمهورية الصحراوية"، ثم عاد وسحب التغريدة، قبل أن يصرح بأن موقف بلاده "لم يتغير وسيظل دائما هو تبني مواقف الأممالمتحدة".