في الوقت الذي تتوالى الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، يستمر النظام العسكري الحاكم بالجزائر في دفن رأسه في رمال دعم الانفصال ومهاجمة الدول الداعمة لمغربية الصحراء، وآخرها فرنسا التي أكد رئيسها إيمانويل ماكرون في رسالة إلى الملك محمد السادس، أن "حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية".
وفي هذا الصدد، هاجم وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الدول التي عبّرت عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، معتبرا أن "بعض الدول التي دعمت مؤخرا مخطط الحكم الذاتي، إنما تضع نفسها في الجانب الخطأ من التاريخ".
جاء ذلك، في كلمة وزير الخارجية الجزائري خلال الاحتفال بالذكرى 44 لتأسيس الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (ساداك).
وفي محاولة لتبرير عرقلة الجزائر المتواصلة لحل النزاع المفتعل بالأقاليم الجنوبية، قال عطاف، إنه "لا توجد قضية واحدة من قضايا الحرية لم تحشد دعم الجزائر إلى جانب دعم الأشقاء الأفارقة من أسرة "الساداك"، وأنه ليس هناك حالة واحدة من حالات إنكار حق الشعوب في تقرير مصيرها لم تجمعنا جميعا دفاعا عن المظلوم ضد الظالم".
وزعم عطاف، أنه "مهما كانت رغبات أولئك الذين اختاروا أن يضعوا أنفسهم في الجانب الخطأ من التاريخ، فإن مسألة الصحراء الغربية تبقى قضية تصفية استعمار، والشعب الصحراوي يبقى مؤهلا، عاجلا أم آجلا، لممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وفقا للشرعية الدولية".
وادعى رئيس دبلوماسية الجزائر، أن "التضامن الجماعي يبقى ثابتا تجاه إخواننا وأخواتنا في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، التي لا يزال شعبها محروما من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير".
هذه المواقف العدائية للوحدة الترابية للملكة المغربية، تجدد كشف عورة النظام الحاكم بالجزائر الذي يزعم أنه ليس طرفا في الصراع حول الصحراء المغربية، إلا أن أفعاله ومواقفه تفضح مزاعمه، ولعل هذا الموقف وغيره كثير، خير دليل على تدخل الجزائر بشكل مباشر في عرقلة الوصول لحل نهائي لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما يُذكر أيضا بالشروط التفاوضية المغربية المقدمة للأمم المتحدة، والتي من بينها أن "لا تفاوض مباشر إلا مع الجزائر بخصوص الصحراء".