اعتاد المغاربة أن تتساقط الثلوج كل سنة بمدن بعينها على غرار إفران وخنيفرة وميدلت ومرتفعات أوكايمدن، لكن من كان يعتقد أن مدنا أخرى على غرار وارزازات والراشيدية وتنغير ستسقط فيها الثلوج وبكثافة، ففي هذه المناطق وصل سمك الثلوج فوق رمال الصحراء إلى أزيد من 20 سنتمرا في ظاهرة غريبة، بينما وصل في مناطق أخرى على غرار مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط إلى أزيد من متر ونصف. فكيف لمدن لها مناخ جاف أن تشهد تساقطات ثلجية بشكل كثيف فوق رمال الصحراء؟ أحد الظرفاء علق على الأمر بالقول إنها من علامات الساعة، بينما انهمك الأطفال في وارزازات والراشيدية في "بناء" رجل الثلج فوق الرمال، وأصبحت محطة إنتاج الطاقة الحرارية "نور" بوارزازات مكسوة باللون الأبيض، في الوقت الذي كنا نعول عليها لإنتاج الكهرباء. لكن ماذا عن رأي أهل الاختصاص؟
الحسين يوعابد، مدير مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، يجيب عن هذا السؤال، مؤكدا أن تساقط الثلوج بمدن كورزازات والراشيدية ليس بالظاهرة الغريبة ولكنها أيضا غير مألوفة، وجاء ذلك نتيجة هبوط كتل هوائية باردة قطبية قادمة من شمال أوروبا، نزلت في البداية إلى أوروبا الجنوبية وانتقلت في ما بعد إلى المغرب نهاية الأسبوع الماضي وبداية هذا الأسبوع. خلال هذه الفترة كانت هناك مجموعة من المنخفضات متتالية همت المغرب خلال هذه الفترة أعطتنا ثلوجا في الأطلسين سواء الكبير أو المتوسط والجنوب والشرقي للبلاد.
هذه الكتل، بحسب يوعابد وهو يتحدث ل "الأيام24"، كانت باردة أكثر من برودتها الاعتيادية، وهذه المنخفضات القادمة من أوروبا الشمالية نزلت إلى المناطق الوسطى والجنوب الشرقي للبلاد (وارزازات، تنغير، الراشيدية)، مما أدى إلى تساقطات ثلجية في مناطق لم نعتد أن يسقط فيها الثلج خصوصا الجنوب الشرقي للمغرب، فعوض أن تكون تساقطات مطرية، تحولت إلى ثلوج نتيجة البرودة الشديدة فوق العادة.
غير أن فصل شتاء العام 2018 رغم برودته الشديدة ليس هو أقل سنة يعرف فيها المغرب درجات حرارة دنيا، رغم أن درجات الحرارة خلال هذا العام انخفضت ما بين 5 إلى 8 درجات تحت المعدل، وكانت أغلب التساقطات على شكل ثلوج خاصة في الجنوب الشرقي ومرتفعات الأطلس الكبير والمتوسط. لكن في العام 2005 سجلت درجات حرارة دنيا، خاصة في الفترة ما بين 27 يناير و4 فبراير 2005، وهي درجات أقل من السنة الجارية، وأيضا في العام 1981، حيث سجلت في الفترة الممتدة ما بين 1 و20 يناير 1981 درجات حرارة منخفضة جدا، غير أن سنة 2018 تتميز عن السنتين المذكورتين بتساقطات ثلجية أكثر نتيجة مصاحبة الاضطرابات الثلجية لدرجات الحرارة المنخفضة، وهو ما أعطانا ثلوجا في مدن صحراوية عوض تساقطات مطرية.