كما كان متوقعا، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الخميس، ترشحه رسميا لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في 7 شتنبر المقبل، وذلك في مقطع مصور نشرته الرئاسة على صفحتها بموقع فيسبوك. وفي الوقت الذي يبدو تبون مرتاحا تماما فيما يخص شروط الترشح التقنية، فإن المهمة تبقى صعبة لباقي المترشحين للرئاسيات في حال لم يكن هناك تضامن حزبي بمنح توقيعات المنتخبين لبعض المرشحين (600 توقيع فقط)، لأنها الطريقة الأقصر للترشح في ظل ضيق الوقت المتبقي، خاصة أن جمع توقيعات المواطنين المقدرة ب 50 ألف توقيع، وسيلة بعيدة المنال لأغلب المترشحين.
وفي المقابل، فعلى الرغم من تأخر تبون في إعلان نية الترشح، فإنه يستطيع جمع التوقيعات في ظرف وجيز جدا، ذلك أن الأحزاب التي تسانده تمتلك رصيدا هائلا من المنتخبين في المجالس الوطنية والمحلية، لذا سارعت هذه الأحزاب إلى عقد لقاء سياسي بعد إعلان تبون ترشحه، بهدف التنسيق بشأن جمع التوقيعات لمصلحة تبون.
وبناء على ما سبق، يبدو أن الرئيس تبون يسير في طريق مفتوح لولاية رئاسية ثانية، خصوصا بعد دعم عدة أحزاب ومنظمات والإعلام لترشحه للانتخابات القادمة، وعدم إعلان أي شخصية سياسية وازنة ترشحها بعد.
أستاذ العلاقات الدولية خالد الشيات، اعتبر أن "ترشح أو عدم ترشح عبد المجيد تبون لولاية رئاسية ثانية للانتخابات الجزائرية فيه محددات لا ترتبط بالجانب الديمقراطي أو الانتخابي، بل هي مرتبطة بتوازنات داخل المؤسسة العسكرية بخصوص ترشيحه أو عدم ترشيحه".
وأضاف الشيات، في تصريح ل"الأيام 24″، أن إعلان تبون ترشحه لولاية رئاسية ثانية "مسألة مرتبطة بالتوازنات التي حدثت على مستوى المؤسسة العسكرية والتي فيها اتجاهات وتيارات"، مستدركا: "لكن يبدو أن الاتجاه الذي يمثله تبون قد اقتنع ببقائه في السلطة".
وأشار الشيات، إلى أن النقاش كان يتمحور إلى أمد قريب حول وجود بدائل للعسكر بالنسبة للرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون، مردفا "ربما لأنه لم يكن في مستوى التطلعات المنتظرة من قبل المؤسسة العسكرية".
وتابع أت إعلان تبون عن ترشحه دليل على أن الجهة التي يمثلها في المؤسسة العسكرية قد تبنت طرح إعادة ترشيحه، مشيرا إلى أنها "ستضع معه مجموعة أخرى من الأسماء المغمورة لإعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية بطريقة صورية كما هو الحال بالنسبة لديمقراطية الواجهة".
وخلص الشيات، إلى أن إعادة انتخاب تبون لولاية ثانية "لا يعني أنه سيحل المشكل على المستوى الداخلي، لأن الانتخابات الجزائرية هي انتخابات صورية ولا تمت للديمقراطية بصلة، ناهيك على أنها لا تمثل كافة الاتجاهات سواء داخل الجيش أو داخل القوى الجزائرية الأخرى، ليبقى البحث عن عملية توازن هي السائدة في الجزائر أكثر من أي معطى أخر".
وفي الوقت الذي رحبت عدة أحزاب سياسية ومنظمات وشخصيات جزائرية بترشح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لولاية رئاسية ثانية، اعترض حزب معارض على ترشحه، معتبرا أنه استمرارية للوضع الراهن.
وأعلن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية اعتراضه على هذا الترشح، ووصفه بأنه "خطوة تستهدف الحفاظ على الوضع الراهن في الجزائر"، معتبرا أن "انتخابات 7 شتنبر هي استمرار للاشرعية القائمة منذ 12 دجنبر 2019".