كعادته في كل مرة، خلق حزب العدالة والتنمية "بوليميكا" سياسيا جديدا بعدما دعا رئيس المجموعة النيابية للحزب عبد الله بووانو، إلى "إجراء انتخابات مبكرة لقياس ثقة الشعب المغربي في حكومة أخنوش"، خلال الاجتماع الأسبوعي للمجموعة الذي انعقد أمس الاثنين، متمسكا ب"النموذجين الفرنسي والبريطاني".
وأكد بووانو، أن "الانتخابات السابقة لأوانها، لا يحكمها أي منطق حزبي، أو محاولة إرباك الحكومة، بقدر ما هي دعوة إلى ممارسة ديمقراطية، تعلي من قيمة المواطنين، ومن أهمية ثقتهم في الأحزاب والحياة السياسية"، مضيفا أن "قيمة ثقة الشعب، هي التي جعلت بريطانياوفرنسا، تعرفان انتخابات برلمانية مبكرة، خلال الأيام الماضية.
وتابع أن "حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، رجع إلى الشعب بعدما فقد ثقته في الانتخابات المحلية، وكذا حزب الرئيس ماكرون في فرنسا، رجع إلى الشعب بعدما مُني بهزيمة في انتخابات برلمان أوروبا، ولم يجدا أي حرج في العودة للشعب".
وجرّت هذه الدعوة الرامية إلى حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة انتقادات حادة، حيث اعتبر بعض المراقبين أن "صاحب هذا الطلب لم يتمتع بالجرأة الكافية"، على اعتبار أن "الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في فرنسا أعلن عنها رئيس الدولة وليس رئيس الحكومة".
رشيد لزرق، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، قال إن "إجراء انتخابات مبكرة، أمر محسوم وفق القانون، حيث إن إتخاذ هذا الإجراء يتم عن طريق الملك أو رئيس الحكومة بحل البرلمان أولا"، معتبرا أن "قول بووانو، يصنف ضمن خانة البوليميك السياسي على اعتبار أن حزبه موجود في المعارضة".
وأضاف لزرق، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "بووانو في حديثه لم يتحل بالجرأة الكافية وكان عليه مخاطبة الملك محمد السادس من أجل حل البرلمان"، مبينا أنه "في فرنسا رئيس الدولة هو من قام بحل البرلمان وليس رئيس الحكومة".
وأكد أنه "لا يمكن إعطاء هذا الموضوع أكثر من وصف "البوليميك"، وأن قوة الأنظمة السياسية الموجودة تكمن في استقرار المؤسسات التابعة للدولة"، مشيرا إلى أن "حل البرلمان يتم في حالة استثنائية كما جرى في 20 فبراير والقيام بانتخابات سابقة لأوانها".
وأردف المحلل السياسي أن "هذا المقترح الذي قدمه رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية لم يقم به الحزب في "البلوكاج" الذي وقع مع بنكيران"، ملفتا إلى أن "هذا الإجراء هو من اختصاص رئيس الدولة أو رئيس الحكومة."
وأشار لزرق، إلى أن "هذا المقترح يعتبر أكثر من مناورة ويدخل في سياق البوليميك السياسي"، مسجلا أن "المعارضة تشكك في شعبية الحكومة، لذلك طالب حزب العدالة والتنمية إجراء انتخابات سابقة لأوانها".