عرفت مجموعة من المناطق المغربية تساقطات مطرية شمولية، ما فرض لزاما البحث في أثرها على القطاع الفلاحي على اعتبار أن المغرب بلد فلاحي بامتياز. وبهذا الخصوص كشف عبد العالي جناح، باحث في الاقتصاد المالي في تصريحه ل"الأيام 24"، أن المواطن العادي يصف التساقطات المطرية بأمطار الخير، قبل أن يؤكد إن القيام بتحليل في هذا الجانب من الناحية الاقتصادية، يستدعي الوقوف عند خصوصية الاقتصاد المغربي الذي يعتمد على الفلاحة بالدرجة الأولى. وأوضح في المقابل أن الناتج الداخلي الخام، يبقى رهينا بالفلاحة على اعتبار أن المغرب يفتقر إلى صناعات ثقيلة وثروات نفطية رغم الجهود المبذولة من طرف الدولة من حيث التصنيع وجذب الاستثمارات الصناعية في الفترة الأخيرة، لأنها هي الأخرى تقوي الناتج الداخلي الخام.
وثمّن الدور الهام والفعال للقطاع الفلاحي في تقوية الاقتصاد المغربي وانعكاساته الإيجابية على مستوى الصادرات، سواء بالنسبة للخضروات أو المنتوجات الفلاحية دون أن يستثني آثاره الإيجابية على الفلاح الصغير.
وقال: " أمطار الخير يكون لها أنفع الأثر على الفلاحين، ما يحول دون تأثر قدرتهم الشرائية، بحيث لا يصبحون مقيدين بشراء العلف للبهائم بفعل وفرة أكل الماشية، كما يترددون على الأسواق الأسبوعية لبيع القطاني وينشطون في الزراعات التسويقية، من قبيل الأنشطة المدرة للدخل".
وعرج على الأثر الإيجابي للتساقطات المطرية والثلجية على الفلاح الصغير والفلاح الكبير وعلى الاقتصاد المغربي برمته، مشيرا إلى أنه إذا كان "العام زين"، تخلق لا محالة مناصب شغل وتدبّ الحركية في اليد العاملة في العالم القروي وتخفّض نسبة البطالة.
وأكد أن هذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تعطي أهداف ونتائج إيجابية على الاقتصاد الوطني وتمنح قيمة مضافة للقطاع الفلاحي، موضحا أن هذه القيمة تؤدي إلى الزيادة في نسبة الناتج الداخلي الخام الذي يمثل مجموع القيمة المضافة للقطاعات الموجودة في البلد بما فيها القطاع الفلاحي والقطاع الصناعي وقطاع الخدمات.
وأضاف الخبير في الاقتصاد المالي: "بما أن أغلب الأنشطة تتمركز على النشاط الفلاحي فذلك له أثر إيجابي على الناتج الداخلي الخام ومعدل النمو الذي يصبح في تصاعد وهذا الأخير له ارتباط وطيد بالفلاحة، وليكون الانتعاش فلا مناص من سقوط الأمطار والثلوج".
ووقف عند الآثار الإيجابية الأخرى لتساقط الثلوج والمتمثلة أساسا في تقوية الفرشة المائية وقطع العهد مع النقص الحاد في الماء الصالح للشرب، مؤكدا أن السدود المغربية شهدت تطورا في منسوبها بفعل أمطار الخير، ما يسهم في انتعاش الفرشة المائية.
وأفصح أن نسبة الأمطار، رفعت من مخزون السدود التي يُعتمد عليها في سقي المنتوجات الفلاحية بشكل لا يثقل جيوب الفلاحين ويساعدهم على استغلال مياه الأودية القريبة منهم لسقي منتوجاتهم.
وأوضح في الآن نفسه أن تساقط الأمطار، ساهم في تطور الغطاء النباتي للمراعي بشكل يسّر توفر أكل الماشية وعمل على تلبية حاجيات القطيع الوطني وتثبيت أثمنة الأعلاف في مستويات عادية.