نزل المغرب بكل ثقله داخل أروقة الاتحاد الإفريقي، بعد مرور سنة على عودته الطبيعية لبيته الإفريقي وإلقاء الملك محمد السادس، لخطاب تاريخي بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا بإثيوبيا، بعد مرور 33 سنة من خروجه من منظمة الوحدة الإفريقية. في يوم 31 يناير من السنة الماضية، عاد المغرب رسميا إلى الاتحاد الإفريقي، بعدما قبلت غالبية دول القارة عودته باستثناء البعض، حيث أيدت أغلبية ساحقة من الدول الإفريقية عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي، وعبّرت 39 دولة عن دعمها لعودة المملكة إلى حظيرة هذا الاتحاد. محمد شقير المحلل السياسي، يرى في تصريح ل"الأيام24"، بأن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، يعدّ في حد ذاته تتويجا لكل الجهود الدبلوماسية التي باشرها المغرب بشكل ثنائي أو متعدد الأطراف، وبالتالي ، يشرح المتحدث، فإن هذه العودة تعيد المغرب إلى مجاله الإقليمي مما يعدّ انتصارا دبلوماسيا يجعل بلدنا يدخل مجالا يتكلف فيه بمواجهة كل المبادرات والمواقف التي يروج لها الخصوم كالجزائر والبوليساريو فيما يتعلق بقضية الصحراء. وأوضح المحلل السياسي، بأن المغرب بعد مرور سنة على عودته للاتحاد الإفريقي استطاع أن يصبح عضوا بأهم المجالس داخل الاتحاد الإفريقي وهو مجلس الأمن والسلم، حيث حقق بذلك نوعا من الإشعاع السياسي والدبلوماسي، كما أنه تكلف بأحد المشاكل الرئيسية بالنسبة للقارة الإفريقية وهي الهجرة، حيث أسهب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في قمة أديس أبابا بإثيوبيا أمس الإثنين أمام رؤساء الدول والحكومات، في التطرق لهذه المعضلة وطرح حلول لها من خلال تلاوته للرسالة الملكية، والتي اقترح من خلالها الملك، إنشاء "مرصد إفريقي للهجرة". وبالتالي، يؤكد شقير، فإن هذا التوجه كرّس التواجد المغربي بشكل لافت، وأعادته بقوة للاتحاد الإفريقي ليس كدولة عادية إنما كقوة إقليمية فاعلة ومؤثرة، مشكّلا بذلك أحد الأقطاب الرئيسية لتحقيق التوازن ما بين مكونات الاتحاد الإفريقي التي تضم جنوب إفريقيا ونيجيريا والجزائر المناوئة للمغرب بالإضافة إلى باقي الدول الإفريقية. وأكد المحلل السياسي، بأن هذه السنة داخل الاتحاد الإفريقي، ما هي إلا بداية لمسار طويل لتكريس المغرب كقوة إقليمية داخل الاتحاد الإفريقي وكقوة مؤثرة في مسار الاتحاد، ورجوعه انتصار، لكن ما يجب التأكيد عليه، يشدّد شقير، هو أنه يجب تكريس رؤية استراتيجية ثاقبة والتوفر على طاقم دبلوماسي فاعل من خلال العمل على رسم سياسة ناجعة لمواجهة كل الخطط والمواقف التي تصدر عن الخصوم ، خاصة أن الجزائر لن تسكت وستعمل بكل طاقتها على بلورة سياسة أخرى مناوئة للمغرب.