تحت عنوان "الانجراف الشديد لإيمانويل ماكرون"، قال موقع "ميديا بارت" الاستقصائي الفرنسي، إنه في الوقت الذي بات فيه اليمين المتطرف على أبواب السلطة في فرنسا، وأقرب من أي وقت مضى، يعمل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مهاجمة تحالف اليسار، واضعا إياه في الخانة نفسها مع اليمين المتطرف . واعتبر "ميديا يارت" أن إيمانويل ماكرون، وبعد "احتقاره" للديمقراطية الاجتماعية، وتجاهله لتطلّعات المواطنين، ودوسه على البرلمان، ما يزال يعتقد أنه في وضع يسمح له بإعطاء دروس في النزعة الجمهورية.
وأضاف المصدر ذاته، أنه بعد انتخابه مرتين ضد اليمين المتطرف بفضل أصوات اليسار، ومن دون أن يتوصل إلى أدنى نتيجة، يتخيل أنه قادر على لعب دور المنظمين الكبار للحياة السياسية الفرنسية.
ويرى "ميديا يارت"، أنه بعد أن حلَّ الجمعية الوطنية في أسوأ الأوقات، مجازِفا بإيصال جوردان بارديلا، رئيس حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، إلى ماتينيون (رئاسة الوزراء)، يواصل توزيع النقاط الجيدة والسيئة، وكأن شيئاً لم يحدث.
ووصف الموقع الفرنسي "كلام ماكرون بأنه مزيج من الرضا عن النفس والاتهامات الباطلة، المتكررة إلى حد الاشمئزاز"، مردفا أنه "لم يكتف بخلق أزمة غير مسبوقة، بل إنه يحاول استغلال حالة الارتباك الحاصلة لإنقاذ ما تبقى لديه من القليل".
وتابع أنه "أمضى أكثر من ساعة، خلال مؤتمره الصحافي، يوم الثلاثاء، في محاولة شيطنة اليسار، ويشرح أن "اليسار الراديكالي" – وهو يتحدث عن حركة "فرنسا الأبية"- يتبع سياسية "معادية للسامية" و"مناهضة للسلطة التشريعية". وهي تهم عنيفة وخطيرة من رئيس دولة يتحدث الآن كمحلل سياسي على قناة "سي نيوز" اليمينية"، يقول "ميديا بارت".
وزاد "ميديا بارت"، أن "الرئيس إيمانويل ماكرون قد يكون معجبا بجوردان بارديلا، كما أوضحت حاشيته منذ فترة، لكن هذه مشكلته.. فليس الجميع ملزمين بمشاركة افتتانهم باليمين المتطرف، وذوقهم في الكبريت وشغفهم بأعواد الثقاب".
وذكر الموقع الفرنسي، أنه " يمكن للجميع أن يتذكروا بسهولة أن اليسار لم يكن هو الذي غازل "التفضيل الوطني" أثناء "قانون الهجرة" المثير للجدل".
وخلص المصدر ذاته، إلى أن "الماكرونيين ( نسبة إلى ماكرون) سيقضون الأسبوعين المقبلين في مهاجمة اليسار بنفس الحماس الذي يهاجمه به اليمين المتطرف، على اعتبار أن ماكرون مهووس بفكرة تدمير اليسار الفرنسي…".