استغرب الكاتب المغربي بلال التليدي، من عدم مسارعة وزارة الداخلية أو الخارجية الجزائريتين للرد على رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان عندما قال في محاضرة في الجزائر: "إن الزيارة التي ستقود الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لفرنسا خريف هذا العام، هي موعد كبير بالنسبة للبلدين اللذين لا يزالان يواجهان عقبات الذاكرة الأليمة في الانطلاق نحو المستقبل".
وأضاف التليدي، في تدوينة عبر فايسبوك، أن "المعلوم أن السلطات الجزائرية أعلنت تقديم الانتخابات إلى يوليوز القادم، وزيارة تبون لباريس كما كانت معلنة من قبل هي في دجنبر، بمعنى بعد الانتخابات الرئاسية التي يفترض ألا أحد يعلم نتيجتها، بل الرئيس الجزائري نفسه لم يعلن إلى الآن ترشحه لها".
وتابع أنه "يجوز أن يكون رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق قد أخطأ وأن يكون قد نسي قرار السلطات الجزائرية تقديم موعد الانتخابات، ويجوز أن يكون قصد ما يقوله باعتبار أن الانتخابات ستكون من باب تقرير واقع ما تريده النخب العسكرية، ويجوز أن يكون بعث برسالة إلى ما تريده باريس من نتيجة الانتخابات الرئاسية الجزائرية".
ورغم كل ما سبق، قال التليدي، إنه "في جميع الأحوال، سيكون من العيب ألا يصدر رد فعل قوي من الداخلية أو الخارجية الجزائرية"، مشيرا إلى أن "تصريح دوفيلبان يضر بشكل كبير بسمعة العملية الانتخابية ونزاهتها".
واعتبر التليدي، أن تصريح رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق "إشارة للمنافسين للرئيس تبون أن يتركوا المكان له وألا يتقدموا لمنافسته، فالنتيجة حددت سلفا"، مردفا أن "الأخطر من ذلك كله، قد تعتبر هذه التصريحات بمثابة مؤشر على تدخل فرنسي صريح في الشأن الداخلي، بل في تحديد من يكون على رأس النظام بالجزائر".
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أعلن في قرار مفاجئ فتح باب التأويل والسجال حول مبررات ودوافع تقديم الانتخابات رئاسية عن موعدها المحدد سلفا وهو شهر دجنبر المقبل، ليحدد موعدا جديدا هو 7 شتنبر المقبل، أي قبل ثلاثة أشهر الموعد السابق.
وقال بيان لرئاسة الجمهورية، الصارد في 21 مارس الماضي، أن "رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، قرر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة يوم 7 سبتمبر 2024".
وأضاف البيان، الذي صدر إثر اجتماع ترأسه تبون وحضره خصوصا رئيس الوزراء ورئيسا غرفتي البرلمان ورئيس أركان الجيش ورئيس المحكمة الدستورية، أنه "سيتم استدعاء الهيئة الناخبة يوم 8 يونيو 2024".