بعد أن دعا رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، طلبة الطب والصيدلة للعودة إلى مدرجات الكليات والاستمرار في الحوار حول النقاط الخلافية، أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان تأجيل المسيرة الوطنية التي كانت مقررة يوم 6 ماي المقبل، "كبادرة حسن نية"، وذلك من أجل "إعادة بناء جسور الحوار والتواصل".
وكان أخنوش، أكد خلال مروره مساء أمس الخميس، على برنامج خاص على القناتين الأولى والثانية، أنه "ليس هناك سنة بيضاء، فالأساتذة كل صباح يتوجهون إلى الأقسام، والجامعات مفتوحة وهناك 3 آلاف طالب اليوم يدرسون كل يوم ويجتازون امتحاناتهم، ونريد من البقية أن تلتحق بهم مستقبلا".
وبعد دعوة رئيس الحكومة، قالت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، إن تأجيل المسيرة الوطنية يأتي لتأكيد "حسن نوايانا، وكون الدافع الأول والأخير لخروجنا للساحة هو غيرتنا على جودة تكويننا وصحة المواطن المغربي، واستعدادنا لأي حوار بناء ومسؤول يساهم في حلحلة فعالة للوضعية الحالية، وانفتاحنا لمناقشة جميع المقترحات".
وثّمّنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، في بيان لها، محاولات الوساطة "الهادفة والمسؤولة" و"مظاهر الدعم والتضامن اللامشروط التي عبر عنها آباء وأمهات الطلبة منذ بداية نضالنا، رغما عن كل محاولات الضغط الممارسة في حق فلذات أكبادهم"، مؤكدة "مواصلة الانفتاح على مختلف الوساطات التي تروم وقف نزيف هدر الزمن الجامعي، واستعجال إيجاد الحلول".
ونبهت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان إلى أن "قرار غلق باب الحوار تحت ذريعة الاستجابة لحوالي 45 مطلبا من أصل 50 مطلبا تقدم به الطلبة، هو ما زاد الوضع قتامة واستفحالا"، في إشارة لما قاله رئيس الحكومة بخصوص "الاتفاق مع (الطلبة) على 45 نقطة، فيما ظلت 5 نقاط منها عالقة"، مشيرا إلى أن "من غير المفهوم امتناع الطلبة عن التوجه للدراسة ومقاطعة الامتحانات والتغيب عن الدروس" بسبب 5 نقاط من أصل 50.
وتابعت اللجنة الوطنية لطلبة الطب، أن "الواقع مغاير تماما لما صُرح به آنفا، كون الإشكالات المحورية التي نطرحها على غرار تقليص سنوات التكوين الطبي، توسيع أراضي التداريب الاستشفائية، والزيادة المهولة في أعداد الوافدين، ومعطيات السلك الثالث وكذا الزيادة في قيمة التعويضات، مازالت قائمة ولم يتم التفاعل معها بشكل إيجابي".
واستنكرت اللجنة "الأقوال الرائجة حول السنة البيضاء بانعكاساتها السلبية والجسيمة على الجسد الطلابي من هدر زمني، وضياع لجودة تكوين كانت ولا تزال همنا الأول، وكذا لما لها من تأثير سلبي حول التقدم السليم لمشروع تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية الذي تبنته بلادنا كعنوان كبير ورئيسي لإصلاح المنظومة الصحية".