احتفلت موريتانيا الثلاثاء، بالذكرى ال57 لعيد الاستقلال الوطني، وسط انقسام سياسي حادّ وجدل بشأن علم ونشيد البلاد الجديدين. ففي الوقت الذي وضعت فيه السلطات اللمسات الأخيرة على احتفالات عيد الاستقلال، صعّدت المعارضة من خطاباتها المحذرة من ما سمّته مخاطر قد يتسبب فيها اعتماد الحكومة لعلم ونشيد جديدين للبلاد دون توافق وطني.
وفي 5 غشت الماضي، أجرت الحكومة الموريتانية، استفتاء دستوريا أفضى إلى تغيير علم البلاد ونشيدها، بالمقابل قاطعت قوى المعارضة الرئيسية الاستفتاء الدستوري ووصفته ب”المزوّر”، وأعلنت عن رفضها لكل ما يترتب عليه وتمسكها بعلم ونشيد البلاد القديمين.
واعتُمد علم موريتانيا السابق في 1959، ويتكوّن من أرضية باللون الأخضر، تتوسطها هلال ونجمة خماسية باللون الأصفر.
وترمز النجمة الخماسية إلى أركان الإسلام الخمسة، في حين يرمز الهلال إلى الحياة الجديدة والسعادة والبركة والنور الأول والوقت الجديد، كما يرمز إلى فتح الإسلام كعصر جديد للبشرية. واللون الأخضر هو لون الإسلام، والأصفر يجسّد عظمة الصحراء.
وبناء على نتائج الاستفتاء تم الاحتفاظ بشكل العلم القديم مع إضافة شريطين باللون الأحمر من الأعلى والأسفل؛ وذلك للرمز أن دماء الموريتانيين ستظل مبذولة دون استباحة أرضهم.
وتم أيضا اعتماد كلمات نشيد وطني جديد للبلاد، مكوّن من 13 بيتا.
وبينما ترى المعارضة أن تغيير النشيد والعلم “غير مبرر ومحاولة لتفكيك انسجام المجتمع”، ترى الحكومة وأحزاب الأغلبية أن “الخطوة كانت ضرورية لإعادة الاعتبار لشهداء المقاومة، والاعتزاز بالأرض والتضحية من أجل البلد”.
واختارت الحكومة ذكرى عيد الاستقلال من أجل رفع العلم الجديد فوق مباني المؤسسات الحكومية، وعزف النشيد الجديد، للمرة الأولى.
ومع أن المعارضة لا تزال ترفع العلم القديم في أنشطتها، إلا أن وزير الداخلية أحمد ولد عبدالله، حذّر في مؤتمر صحافي سابق، من أنه لن يسمح بعد 28 من الشهر الجاري برفع علم غير العلم الجديد، داعيا المعارضة إلى “الاعتراف بالأمر الواقع”.
والجدل بشأن النشيد الوطني الجديد، هو الآخر لا زال يتفاعل بقوة في الأوساط السياسية وحتى الشعبية؛ إذ رافق تلحين النشيد الجديد الكثير من الجدل بسبب إشراف فنان مصري على تلحينه.
ووجه مثقفون انتقادات لاختيار مصري لتلحين النشيد الجديد، معتبرين أنه كان من الأنسب أن يتولى ذلك ملحن موريتاني.