فتحت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، تحقيقا للكشف عن دوافع وملابسات أحداث الشغب التي أعقبت مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية، أمس الأحد على أرضية ملعب "لورون بوكو"، برسم الجولة الثانية من دور مجموعات كأس إفريقيا المقامة بالكوت ديفوار.
ونقلت مصادر إعلامية أن لجنة الانضباط التابعة لل"كاف" شرعت في تحقيقاتها للكشف عن أسباب ومفتعلي الشجار الذي نشب بين لاعبي المنتخبين المغربي والكونغولي، قبل اتخاذ العقوبات اللازمة في حق المتورطين المفرضين.
ويرتقب أن تستدعي اللجنة المذكورة الناخب الوطني وليد الركراكي وقائد منتخب الكونغو الديمقراطية شانسيل مبيمبا، للاستماع إلى إفادتهما حول ما حدث، قبل أن تعد تقريرا في النازلة وتتخذ القرار المناسب.
وفي وقت سابق، كشف الركراكي، حيثيات الخلاف مع مبيمبا، معلقا على تصريحه الذي زعم فيه أن قائد كتيبة "أسود الأطلس" وجَّه إليه كلمات عنصرية بعد نهاية مباراة المنتخبين، أمس الأحد، في كأس أمم إفريقيا المقامة بالكوت ديفوار.
وتعكر صفو أجواء مباراة المنتخب المغربي ونظيره الكونغولي أمس الأحد بمجرد إعلان الحكم عن نهايتها بالتعادل الإيجابي 1-1، حيث توجه الركراكي نحو مبيمبا لمصافحته بعدما كان ينظر نحو السماء مشتكيا من "ظلم التحكيم"، لكن الأخير رفض مصافحته وسحب يده بقوة، ملوحا بما معناه أن الحكم تجاهل "الفار"، ثم قام بحركة بذيئة تجاه مدرب "أسود الأطلس"، وهو ما أثار غضب بقية اللاعبين، الذين لم يستسيغوا ما صدر عن اللاعب مبيمبا.
وبينما علق الركراكي على ما حدث في الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة بالقول إنه يحترم قائد منتخب الكونغو الديمقراطية، مشيرا إلى أن الشجار الذي حدث لا يشرف المنتخبين معا؛ قال مبيمبا، في تصريحات صحافية، إنه "تعرَّض للشتم بألفاظ عنصرية من المدرب المغربي"، مضيفا: "لست بحاجة لكثرة الحديث، فعدالة الله هي الأهم، أنا لست مثاليا، ولكن في الملعب أحترم الجميع وهذا الاحترام أمر متبادل".
وزاد "أنا أحترم الركراكي، غير أن الفيديو الذي ظهر على التلفاز كان مقتطعا"، مضيفا: "سألتزم الصمت لأنه الخيار الأفضل، ولكن عدالة الله موجودة، وهذه الكلمة ما كانت يجب أن تخرج من فمه". دون أن يحدد ماذا يقصد بالضبط.
بالمقابل، رد الركراكي على هذه المزاعم في تصريح لصحيفة "ليكيب" الفرنسية، مؤكدا أن ما جاء على لسان مبيمبا من توضيح "ليس نزيها ولا يمت لحقيقة ما جرى بصلة".
وأعرب الناخب الوطني عن انزعاجه مما قاله اللاعب الكونغولي خصوصا وأنه "يلمح إلى الكثير من الأشياء"، متابعا: "إذا كانت لديه صور أخرى غير تلك التي شاهدها الجميع على شاشة التلفزيون، فليظهرها. وسيرى بالضبط ما حدث".
وأوضح الركراكي: "ما حدث بالضبط هو أنه هاجمني أنا ومساعدي على خط التماس، وتحدث إلينا بشكل سيء. والمدرب ديسابر شاهد على ذلك"، مستطردا: "بعد نهاية المباراة، على الرغم مما حدث، توجهتُ نحوه لأصافحه وقلت له: لكن، لماذا تتحدث معي بهذه الطريقة؟، حينها كان ينظر إلى مكان آخر، كأنه لا يريد مصافحتي. فأمسكت بيده، كما يظهر في الصور، وبدأ يصرخ".
ونفى وليد الركراكي اتهامات مبيمبا، مؤكدا أنه لم يوجه له أي تصريحات عنصرية، وقال: "لقد لمح بأن تعليقاتي عنصرية، وهذه عدم أمانة، كان يجب أن يكون صادقا مع نفسه".