خلق رد وزير الخارجية الجزائري على سؤال خديجة بن قنة، المذيعة الجزائرية بقناة الجزيرة ضمن "بودكاست ذوو الشأن" الذي يبث على قناة "أثير" التابعة لشبكة الجزيرة، حول إنجازات الديبلوماسية المغربية بالصحراء المغربية والتنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة. واعترف رئيس الديبلوماسية الجزائرية بما حققه المغرب من مكاسب على المستوى التنموي والديبلوماسي، إذ رد على سؤال بن قنة بالقول"صحيح فعلا ويوجد على أرض الواقع". وفي هذا الصدد، يرى الخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد أن اعتراف وزير الخارجية الجزائري بالمكاسب الدبلوماسية الإيجابية للمغرب بخصوص وحدته الترابية تبرز بداية الاستفاقة المتأخرة للنظام الجزائري في تبنيه لخطاب واقعي وحديث دبلوماسي جريئ يترجم الحقائق والإنجازات الميدانية بعيدًا عن الإديولوجية. وأكد معتضد، في تصريح للأيام 24، أن هناك ضغطا كبيرا يتعرض له النظام الجزائري من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية والإتحاد الأوروبي والعواصم العربية، مشيرا إلى أن سكان قصر المرادية يعيشون انعزالا سياسيا منقطع النظير على خلفية مواقفهم السياسية غير المستوية وردود أفعالهم غير المحسوبة والتي قد تؤدي بالمنطقة إلى مزيد من التوتر وإشعال أزمات تنذر بخلق بؤر جديدة للموجهات العسكرية.
وشدد المتحدث ذاته أن العقل العسكري الجزائري، الذي يعتبر الحاكم السياسي الفعلي للجزائر، بدأ يستوعب حدود قدراته الإستراتيجية في المنطقة ويحاول إرسال إشارات جديدة عبر وزير خارجيته من أجل تلطيف، ولو نسبي، لخطاب الجزائر الرسمي على مستوى شمال إفريقيا والساحل والصحراء وخاصة اتجاه جارته الغربية و لقيادة في الرباط، وهذا ما لوحظ في الخرجة الإعلامية لعطاف رغم اعتماده على تكتيك تواصلي غير مضبوط سياسيًا ولا يرقى بعد إلى مستوى الخطاب السياسي ذات الثوابت الدبلوماسية. وأشار معتضد إلى أن هذا الاعتراف من طرف رئيس الدبلوماسية الجزائرية يجب وضعه في سياق التحركات الدبلوماسية والسياسية الخارجية للجزائر في المستقبل القريب لفهم محتواه و تشخيص خباياه، وإلا سيكون بمثابة تمويه سياسي للتسويق الإقليمي من أجل تضليل المنتظم الدولي على كون الجزائر بدأت تلتقط الإشارات الدولية وأصبحت تستجيب للضغوطات التي تتعرض لها مؤسساتها السيادية من أجل تغيير مقاربتها الإستراتيجية في المنطقة. وسجل الخبير في العلاقات الدولية أن الانجازات المغربية على المستوى الدبلوماسي والسياسية الخارجية، أزعجت بشكل كبير النظام العسكري الجزائري، وأصبحت القيادة في الجزائر غير قادرة على إخفاء المكتسبات المغربية على المستوى الدولي بشكل عام والقاري بشكل خاص، حيث أصبح مسؤوليها السياسية والدبلوماسيين يستمعون من نظرائهم خلال جولاتهم القارية و الدولية على التقدم الدبلوماسي والسياسي التي تحرزه المؤسسات المغربية، وهو مالم يعد بمقدور الجزائر نفيه أو السكوت عنه من أجل تضليل رأيها العام الداخلي.